قلناها وكتبناها ونعيدها حتى تفهم الناس الحقيقة : لا توجد دولة أجنبية تضحي بنفسها ومصالحها وشعبها وبقائها من أجل سواد عيوننا . هناك زخ لغوي لم يتوقف من رأس الدولة بطهران وعماله المطيعين فقط . لغة مع فعل لا يكلفهم أكثر مما يستطيعون . من يطلب منهم الآن ضرب كيان اللقطاء إنما يواصل الحلم والوهم ، ومن العدل والإنصاف والأَولى عليه أن يطلب ذلك من العرب وهم خمسمائة مليون ويمتلكون ترسانات ضخمة من أعظم وأحدث الأسلحة في العالم كله ، وخزائن عملاقة من دولارات ونفط لا ينقطع ، وملايين مملينة قوية ومؤمنة وجاهزة للقتال والفداء حال توفرت لها الظروف الممكنة ولو بأدنى حالاتها .
أما سماع خطب خامنئي وبزكشيان والظريف جواد وتصديقها فهو نوع متطور من أنواع الخبل والوهم والهوى الواقع بباب الأمنيات ، التي لن تأتي كما لن يأتي المنتظرون في كل الأديان والطوائف ، وهي نفس الأوهام التي وقع ببئرها عشاق أردوغان الذين ضربتهم موجة بكاء وقنوط وهم يشاهدون رمزهم وحاميهم يصافح قادة الخليج العربي وبعدهم السيسي عبد الفتاح ، والآن يهيىء ويعطر ويبخر المكان الذي ستتم فيه عملية لصق وعصر الكف بالكف والخد بالخد مع الرئيس بشار الأسد !!!
قد تبدو الصورة سوداوية ومبكية ومهلكة ومدعاة للسكوت والإنكفاء ، لكن الحقيقة الغاطسة حتى الآن ليست كذلك أبداً . كيان اللقطاء ضعيف وشحاذ والنصر وفق رؤيته هو قتل عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء غير المسلحين ، وتهديم البيوت والتهجير والتجويع والإذلال وكل ما تؤمن به هذه الحثالة البشرية المتوحشة الهمجية الزائلة ولو إلى بعد حين ليس ببعيد .
الحرب الدعائية في هذا الوقت الجاهل الملتبس المضبب الغافل ، صارت أقوى وأشد إيلاماً من الصواريخ ، والدكاكين التابعة للمحميات العربية هي من يقوم بهذا الدور الجبان الخائن نيابة عن العدو الذي من حقه الآن أن يضحك وينتشي ، لكن هذا الضحك ليس حقيقياً ، وهو منفوخ مثل بالون ومع زيادة النفخ سينفجر ويذهب إلى الجحيم ، فترتاح الأرض ويعم العدل والسلام .