الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
دكاكين‭ ‬الإعلام‭ ‬أخطر من‭ ‬قاصفات‭ ‬الصواريخ

بواسطة azzaman

دكاكين‭ ‬الإعلام‭ ‬أخطر من‭ ‬قاصفات‭ ‬الصواريخ

علي السوداني

 

قلناها‭ ‬وكتبناها‭ ‬ونعيدها‭ ‬حتى‭ ‬تفهم‭ ‬الناس‭ ‬الحقيقة‭ : ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬دولة‭ ‬أجنبية‭ ‬تضحي‭ ‬بنفسها‭ ‬ومصالحها‭ ‬وشعبها‭ ‬وبقائها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سواد‭ ‬عيوننا‭ . ‬هناك‭ ‬زخ‭ ‬لغوي‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬من‭ ‬رأس‭ ‬الدولة‭ ‬بطهران‭ ‬وعماله‭ ‬المطيعين‭ ‬فقط‭ . ‬لغة‭ ‬مع‭ ‬فعل‭ ‬لا‭ ‬يكلفهم‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يستطيعون‭ . ‬من‭ ‬يطلب‭ ‬منهم‭ ‬الآن ضرب‭ ‬كيان‭ ‬اللقطاء‭ ‬إنما‭ ‬يواصل‭ ‬الحلم‭ ‬والوهم‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬العدل‭ ‬والإنصاف‭ ‬والأَولى‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يطلب‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬وهم‭ ‬خمسمائة‭ ‬مليون‭ ‬ويمتلكون‭ ‬ترسانات‭ ‬ضخمة‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬وأحدث‭ ‬الأسلحة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬،‭ ‬وخزائن‭ ‬عملاقة‭ ‬من‭ ‬دولارات‭ ‬ونفط‭ ‬لا‭ ‬ينقطع‭ ‬،‭ ‬وملايين‭ ‬مملينة‭ ‬قوية‭ ‬ومؤمنة‭ ‬وجاهزة‭ ‬للقتال‭ ‬والفداء‭ ‬حال‭ ‬توفرت‭ ‬لها‭ ‬الظروف‭ ‬الممكنة‭ ‬ولو‭ ‬بأدنى‭ ‬حالاتها‭ . ‬

أما‭ ‬سماع‭ ‬خطب‭ ‬خامنئي‭ ‬وبزكشيان‭ ‬والظريف‭ ‬جواد‭ ‬وتصديقها‭ ‬فهو‭ ‬نوع‭ ‬متطور‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الخبل‭ ‬والوهم‭ ‬والهوى‭ ‬الواقع‭ ‬بباب‭ ‬الأمنيات‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تأتي‭ ‬كما‭ ‬لن‭ ‬يأتي‭ ‬المنتظرون‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأديان‭ ‬والطوائف‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬نفس‭ ‬الأوهام‭ ‬التي‭ ‬وقع‭ ‬ببئرها‭ ‬عشاق‭ ‬أردوغان‭ ‬الذين‭ ‬ضربتهم‭ ‬موجة‭ ‬بكاء‭ ‬وقنوط‭ ‬وهم‭ ‬يشاهدون‭ ‬رمزهم‭ ‬وحاميهم‭ ‬يصافح‭ ‬قادة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وبعدهم‭ ‬السيسي‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬،‭ ‬والآن‭ ‬يهيىء‭ ‬ويعطر‭ ‬ويبخر‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬ستتم‭ ‬فيه‭ ‬عملية‭ ‬لصق‭ ‬وعصر‭ ‬الكف‭ ‬بالكف‭ ‬والخد‭ ‬بالخد‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ !!!‬

قد‭ ‬تبدو‭ ‬الصورة‭ ‬سوداوية‭ ‬ومبكية‭ ‬ومهلكة‭ ‬ومدعاة‭ ‬للسكوت‭ ‬والإنكفاء‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬الغاطسة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬ليست‭ ‬كذلك‭ ‬أبداً‭ . ‬كيان‭ ‬اللقطاء‭ ‬ضعيف‭ ‬وشحاذ‭ ‬والنصر‭ ‬وفق‭ ‬رؤيته‭ ‬هو‭ ‬قتل‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬الأبرياء‭ ‬غير‭ ‬المسلحين‭ ‬،‭ ‬وتهديم‭ ‬البيوت‭ ‬والتهجير‭ ‬والتجويع‭ ‬والإذلال‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬تؤمن‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬الحثالة‭ ‬البشرية‭ ‬المتوحشة‭ ‬الهمجية‭ ‬الزائلة‭ ‬ولو‭ ‬إلى‭ ‬بعد‭ ‬حين‭ ‬ليس‭ ‬ببعيد‭ .‬

الحرب‭ ‬الدعائية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬الجاهل‭ ‬الملتبس‭ ‬المضبب‭ ‬الغافل‭ ‬،‭ ‬صارت‭ ‬أقوى‭ ‬وأشد‭ ‬إيلاماً‭ ‬من‭ ‬الصواريخ‭ ‬،‭ ‬والدكاكين‭ ‬التابعة‭ ‬للمحميات‭ ‬العربية‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بهذا‭ ‬الدور‭ ‬الجبان‭ ‬الخائن‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬العدو‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬حقه‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬يضحك‭ ‬وينتشي‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الضحك‭ ‬ليس‭ ‬حقيقياً‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬منفوخ‭ ‬مثل‭ ‬بالون‭ ‬ومع‭ ‬زيادة‭ ‬النفخ‭ ‬سينفجر‭ ‬ويذهب‭ ‬إلى‭ ‬الجحيم‭ ‬،‭ ‬فترتاح‭ ‬الأرض‭ ‬ويعم‭ ‬العدل‭ ‬والسلام‭ . ‬


مشاهدات 156
الكاتب علي السوداني
أضيف 2024/10/03 - 12:45 AM
آخر تحديث 2024/10/05 - 5:08 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 342 الشهر 2061 الكلي 10031784
الوقت الآن
السبت 2024/10/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير