الإعتراف سيد الأدلة
حسين الصدر
-1-
قال الاصمعي :
قال عبد الملك للحجاج :
انه ليس أحدٌ الاّ وهو يعرف عَيْبَهُ ، فَعِبْ نفسك ،
قال :
أعفني يا امير المؤمنين ،
فأبى عليه ، فقال :
أنا لجوجٌ
حقودٌ
حسود
فقال :
ما في الشيطان شَرٌ مما ذَكرتَ
تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والاعلام
ج 6 / ص 175
-2-
لو كان السائل غير عبد الملك بن مروان هل كان الحجاج يكشف عن هويته وطويته بوضوح ؟
انه أجاب خشية غضب عبد الملك عليه
وغضبه يعني عزله عن الولاية وهو أشد عليه من الموت لعشقه التجبر والتسلط .
-3 –
والسؤال الآن :
مَنْ مِنَ السلطويين العراقيين يكشف ما يتسم به من صفات منكرة ؟
مَنْ منهم يقول :
انه مشغول بتكبير رصيده المالي على حساب الشعب والوطن ؟
ومَنْ منهم يقول :
انه دقيق للغاية في الالتزام بمعادلات المحاصصة التي ما انزل الله بها من سلطان، والتي تعني تقديم المفضول على الفاضل ، والاجحاف الصريح بذوي الكفاءة والمهنية والخبرة ؟
ومَنْ منهم يقول :
انه لا يتورع عن تسقيط منافِسهِ بعيداً عن كل مقتـــضيات الدين والأخلاق ؟
ومن منهم يرتضي أنْ يُعدد عيوبه ؟
وهكذا يغـص المواطن العراقي بآلامه، وخـــــــيبةِ آماله، في مَنْ أرادهم أنْ يكونوا حماته فكانوا أكبر الناسين له والمستخِفين بحقوقه .