لتكن بغداد بهذا الشكل
نوزاد حسن
يبدو ان تجربتنا السياسية اثبتت للعالم حقيقة غريبة هي:ان تاريخ اي بلد مهما كان عظيما ويمتد لالاف السنين فهذا لا يعني ان ذلك البلد سيتطور الى الافضل.وها نحن نعيش اسوأ تجربة شعورية.ذلك لاننا نملك تاريخا لا تنافسه فيه الا مصر لكننا نحيا باسلوب يكاد يكون بدائيا جدا.وكثيرا ما يتساءل الناس هل حقا ان عندنا افضل تاريخ بشري.ان احدادنا علموا العالم لكننا نعاني من مشاكل لا يمكن حلها.نعاني من مشاكل اجتماعية,واقتصادية وسياسية,وغير ذلك كثير.
اذن اين ذهب ذلك المجد التليد كما يقال.اين الانجازات ولمسة الاحداد,وذائقة سومر واشور واكد.كل ذلك اختفى لتحل بنا فوضى ما بعدها من فوضى.
لنقل انفصل الحاضر عن الماضي.وخضعت حياتنا لاجتهادات رجل السياسة.ثم انتهى زمن بعد سقوط النظام السابق لنجد انفسنا في زمن اخر وضعنا في مواجهة مشاكل جديدة وامراض معقدة كادمان المخدرات,وطغيان التعلق باجهزة الموبايل ووسائل التواصل الاجتماعي.
نعيش حاضرا سيئا جدا بحيث لم تحتفط بغداد بصورتها الجميلة التي كانت عليها في خمسينات القرن الماضي.آنذاك كانت بغداد احمل من برلين بعد خسارة المانيا الحرب.
كانت عاصمة هتلرمدمرة,على حين كانت بغداد هادئة ونظيفة.وفي رحلة الانطلاق نحو البناء تاخرت بغداد وعادت برلين عاصمة عالمية.كيف حدث هذا؟
اظن ان تجارب السياسة حطمت كل شيء.الصراع السياسي الذي كان يحمل شعارات مختلفة انهى امكانيات البلد المادية.وفي النهاية اكتشفنا ان التاريخ الطويل لن يفيد في صناعة شعب اذا كان سلوك السياسيين لا يفهم الواقع ويتصرف بالضد منه.