الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
غزة والتسوية والإحتمالات

بواسطة azzaman

غزة والتسوية والإحتمالات

جاسم مراد

 

عام على حرب الإبادة في غزة ، ولم تسفر كل اجتماعات وقف الحرب عن بوادر للتسوية ، والعالم الأوروبي والإسلامي والعربي بات مشغولاً بتسجيل ارقام الشهداء من الأطفال والنساء والمدنيين ، الرقم وصل الى ( 41)الف شهيد والى اكثر من ( 95) الف جريـــح

و ( 176) صحفي شهيد ، يبدو هذه الأرقام لاتكفي وكأن الامر يحتاج الى المزيد .

حرب غزة هي الأخطر في هذا العصر على الطفولة ، هذا ما اكدته منظمات حماية ورعاية الطفولة لدول أوروبا والتابعة لمنظمة الأمم المتحدة . وثمة تساؤل هل أطفال الشرق عموما والعرب الفلسطينيين على وجه التحديد هم أقل اعتباراً وقيمة من الأطفال الأوروبيين ، يبدو هذا هو الواقع ، وإلا لماذا هذا الصمت عن تلك المجازر أمام كيان عنصري فاشي ووزارة إسرائيلية هي اكثر تشكيلات الكيان بربرية .

مؤسسة عسكرية

وقائع الحرب طيلة هذه الأشهر الطويلة ، التي لم يألفها الكيان الإسرائيلي ، هي بالضرورة حرب التحرير الوطني ، لذلك لم يتمكن ولا يتمكن الكيان الإسرائيلي من حسمها لصالحه مثلما كان يفعل في الحروب السابقة ، فهي حرب اكدت المقاومة الفلسطينية فعاليتها على احباط كل رهانات نتن ياهو وشروط تنفيذها.

لقد بينت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وكذلك اجهزت المخابرات الامريكية والبريطانية بأن القتال في غزة لا ينتهي الا بصفقة اتفاق تحسم من خلالها قضايا المحتجزين الإسرائيليين وعديد الاسرى الفلسطينيين ، وتقول الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إن دفع الصراع الى الضفة الغربية من قبل بن غفير وحلفاءه هو عملاً مضاف وخطير سيؤدي الى انفجار الضفة الغربية بالشكل الذي ليس بالإمكان السيطرة عليه سيما وان المستوطنين يمارسون ابشع الممارسات العنصرية ضد المواطنين والممتلكات الفلسطينية.

لقد كشف العديد من القيادات الإسرائيلية عن جوهر الاديولوجية الصهيونية ، في الاستحواذ والسيطرة على الضفة الغربية وترحيل الفلسطينيين الى الأردن ، التي رد على ذلك  وزير الخارجية الأردني خلال لقاءه بوزيرة خارجية المانيا بقوله ( إن هذا النهج والتصرف الإسرائيلي يعني هو الحرب ) فيما أشار الرئيس التركي اردوغان الى التوجهات الإسرائيلية للسيطرة على الضفة الغربية ولبنان وسوريا ومناطق تركية ،و دعا العالم الى ضرورة التصدي لهذا الفكر الإسرائيلي الخطير والى تعضيد العلاقات بين الدول المستهدفة لمواجهة هذا المشروع الخطير .

إذن كان طوفان الأقصى ضرورة فلسطينية ومصلحة عربية في مواجهة إسرائيل ومشاريعها فأن طوفان الأقصى كشف حقيقتين أساسيتين ، أولهما إن السنين الطويلة ومختلف السياسات الإسرائيلية  وكافة مشاريع الاحتواء والتقارب لم توقف النضال الوطني الفلسطيني بل تجذر وتطور اكثر فاكثر واكد لا استقرار لإسرائيل وكل المنطقة دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الكاملة في الوطن والدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وثاني هذه الحقائق إن حرب غزة كشف مدى توغل إسرائيل فكراً وممارسه وسياسات بالاديولوجية العنصرية الفاشية وان فشلها العسكري والأمني في مواجهة المقاومة الفلسطينية جعلها تتوغل اكثر فاكثر بقتل الناس الأبرياء على مسمع ومرأى من هذا العالم الفاقد للإحساس والإنسانية والأخلاق وإلا كيف نوصف ذلك أمام استشهاد ( 41) الف مواطن جلهم من الأطفال.

هذا الوضع كشف للطرشان بأن إسرائيل ليست دولة تريد السلام بل هي كيان عنصري فاشي ثم إن إسرائيل ليس بمقدورها حماية احد ومعركة طوفان الأقصى التي مر عليها عاماً ولم تحقق إسرائيل أهدافها  توكيد على ذلك ،  فبدون الإقرار بتوازن الشروط  مع حماس لم تخرج إسرائيل من وحل الرمال.

وجع غزة

لقد اكتنزت الجماهير العربية وجع غزة والضفة الغربية وكان أول الغيث من بلدة الحويطات لمحافظة معان الأردنية ، حيث نزل الذئب المنفرد ماهر الجازي من سيارته وتمشى بهدوء امام القوات الإسرائيلية في معبر الكرامة وقتل ثلاثة منهم واستشهد مرتاحاً كونه ثأر لأبناء غزة الميامين .

إن مشروع نتن ياهو وحكومته الفاشية باحتلال الضفة الغربية وترحيل شعبها الى الأردن ، هو مشروع حكم الإعدام على إسرائيل تماما ، فليس بإمكان هذا الكيان مهما توغل في الاجرام ، فأن شعب الضفة الغربية قادراً فعلاً أن يؤسس لمعركة طوفان جديدة سيما وان تداخل المستوطنات وقرب المدن الإسرائيلية يعطي الارجحية لفعل ذلك ، فالحل بسلام مع فلسطين والاعتراف بالدولة المستقلة وعاصمتها القدس ، فالعرب الفلسطينيون ليس ضد اليهود كديانة وإنما ضد الحركة الصهيونية كمشروع استعماري يستهدف كل المنطقة ، لذا فاحتمالات تطور الصراع وتوسع الحرب قائماً .

   

 

 

 


مشاهدات 20
الكاتب جاسم مراد
أضيف 2024/09/17 - 4:28 PM
آخر تحديث 2024/09/18 - 1:08 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 27 الشهر 7017 الكلي 9995639
الوقت الآن
الأربعاء 2024/9/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير