أنا والبأس
ثامر مراد
ما زلت أقول لنفسي «لا بأس»، أحمل جرحي كوسامٍ فوق رأسي، كأنّي أخفي في داخلي نزيف المشاعر. أسير في هذه الحياة بلا رفاق، وأحيا مع الألم الذي يسكن قلبي ويطفح حزني بلا حدود. ومع ذلك، أردد الكلمات كأنّها قناع للخلاص.
يا وجعي الذي لا يفارقني، ويا حلمي الذي يسير باستقامة رغم كل شيء، حتى إن خذلتني الأيام وخانت السماء وابتعد دربي عن كل أمل، أبني من الحلم عالماً من الخيال، وأخفي آهاتي تحت ظلال الصبر. فإن فقدت مفاتيح عمري، أضيء ظلام الليالي بنور أملي.
«لا بأس»، أقولها وأكتم صرخاتي، أوزّع وجهي على كل الساحات كغريب يمشي على هذه الأرض، يحمل ملامحه كجناحٍ ثقيل. لكن في أعماقي، يسكن بأسٌ يصرخ وينثر أشواقاً تائهة. صدى روحي يبتعد، يبعثر جروحي وأوراقي، ويقودني نحو مساحاتٍ من التيه.
يا قلب، تمسّك بالصبر، لا تدع الحزن يطفئ نورك. حتى إن غابت النجوم خلف غبار الأيام، فإنها تعود وتشرق بنقاءٍ إذا أتيحت لها الفرصة.
ما زلت أقول «لا بأس». أواجه جرحي، وأنتظر غداً يحمل في طياته الخير، يمحو الظلام ويأتي بأفقٍ جديد تُقرعه أجراس الأمل.