الحقيقة والوهم
صلاح الدين الجنابي
الحقيقة لما تكن عارية ولكنها مرعبة للذين يُحتقرون بظهورها، وثقيلة على الذين لا يملكون الإرادة لكشفها، ومخيفة للذين تتوقف مصالحهم على إخفاءها، وشاقة للذين لا يحاولون البحث عنها. الحقيقة تريد من يبحث عنها ويدافع عن أصحابها وهذه سمات المجتمع الذي يتمتع بالصحة النفسية والوعي. أما الوهم فهو عاري ولكن يغطيه ويحجبه الواهمون الذين يخافون من ظهور غشهم وزيفهم وظلمهم، ويدافع عنه المستفيدون الذين لا يملكون ما يؤهلهم ليكونوا حقيقيين، ويحاول الترويج له المغيبون لاعتقادهم أنه أفضل من المواجهة وأكثر مقبولية من الحقيقية الصاعقة التي قد تغير حتى القيم والقناعات.
الحقيقية هي الحقيقية تبقى لامعة كالذهب مهما حاولوا تغطيتها بالأكاذيب، ظهورها يعتمد على الوعي والإدراك والمنطق، أما الوهم فهو الوهم يبقى كالسراب مهما كانت صورته توحي بالماء وتجديد الأمل، نهايته تعتمد على البحث عن الحقيقة وابرازها والاستماع لصوتها ومعرفة أصحابها والاصرار على التعامل معها.
الحقيقة سلاح الوعي ومعقل الاحرار ودرع العقلاء والوهم سلاح الغيبوبة ومعقل العبيد ودرع الجهلة.