الترندية
نوفل الراوي
تفرض علينا حياة (السوشيال ميديا ) الكثير من الامور ، و قطعا هناك اشياء مفيدة و لا يمكن لمنصف تجاهلها او التقليل من اهميتها لكن مع ذلك نرى في العين الثانية الكثير من السلبيات حملتها الينا ثورة (السوشيال ميديا ) او مواقع التواصل الاجتماعي اذا ما ترجمت العبارة حرفيا .. من بين تلك السلبيات ( صرنا ) نقبل على مضض بمشاهدة العشرات من المشعوذين والدجالين والافاكين الذين لا يتركون لحظة تمر دون ان يمكثوا علينا و يحاولون تمرير اكاذيبهم علينا بكل اصرار منين النفس لعلهم يجدوا لأفكهم فسحة في ادمغتنا .. ومع اتساع الفسحة دخل العالم الافتراضي ايضا المخنثون واشباه الرجال و ذوي الهمم و اولئك الذين يعانون من الازمات النفسية فصاروا يطلون علينا لنواجه انحرافاتهم حتف انوفنا !!.. شئنا .. ام ابينا اصبح لهذه ( الشرذمة ) متابعين بالملايين ..!!.. و هناك الالاف من الناس تتابع ادق تفصيلات يومياتهم .. فعلى سبيل المثال فهم يعرفون اي مطعم يرتاد ( المدعو حصحص) لتناول الكنتاكي !!..
يقول صاحبي .. ان ما اشرت اليهم يسمونهم ( الترندية ) على زنة الافندية وهم فئة المشاهير ..!! .. حقيقة هذا الكلام اصابني بوجع الرأس و بخاصة بعد ان لجأت الى السيد ( كوكل) الذي عرف الترند trend على انه مصطلح تجاري يراد منه التعرف على اتجاهات السوق .. بمعنى اخر (الكلام لي) ان اتجاه السوق الحالية ما عادت تبالي كثيرا بأي عالم مهما بلغت ابتكاراته ، ولا بأي اديب او كاتب او فنان مهما حرق من دمه كي يضيء لنا الطريق .. العالم تغير .. العالم يعاني جنونا .. او تخديرا طويل الأمد .. ما يحصل لا يصدقه العقل ، و لا يقبل به المنطق .. الامعات والتافهون يتهافت عليهم المتابعون و المبدعون الحقيقيون لا احد يبالي بأمرهم .. الامعات ينعمون بثروات لا يحلمون بها لقاء نشر سخافاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي ومنهم من وجد له فرصة اضافية للكسب عن طريق دخول عالم الاعلان التجاري وغير ذلك في بلد يعجون بالمطاعم و الكافيهات في حين عشرات المبدعين تركناهم يموتون وحيدين يوم انشغلنا عنهم باخبار حصحص وعبوري وام (. .) !!