فاتح عبد السلام
كما في عالم التوافقات، يجري تخصيص حصص للرؤوس الكبيرة بالملايين سنويا من الواردات عبر المنافذ بأشكال شتى وغير مرئية للناس وربما خارج قابلية الدولة على رصدها اذا قرر احد ان يراقبها، ادعوكم أن تجعلوا للجندي والشرطي والموظف الصغير حوافز خدمة مجزية وبطريقة شرعية وقانونية تعزز راتبه الشهري، وهو يعمل في النقاط الحدودية النائية للعراق، لكي تقطعوا السبيل على ضعاف النفوس في استجداء “اتاوات” باسم اكراميات من السيارات والوافدين عبر معابر حدودية ، مثل عرعر، يدخل منها عدد كبير من الزائرين العرب والأجانب لاسيما في المواسم الدينية المعروفة مثل الاربعينية.
الوضع يختلف في المنافذ الحدودية مع ايران، إذ يأتي الزائر الإيراني مُعززاً مُكرّماً وشبه مُفلس أيضا ،ولا أحد من موظفي الحدود يفكر ان يبتزه بعشرة الاف دينار عراقي بمثابة اكرامية او سواها كما يحدث ذلك في منافذ حدودية اخرى يفد من خلالها مواطنون من دول الخليج العربي او عراقيون مقيمون هناك ويستخدمون الطرق البرية عبر السعودية والكويت وسواهما.
المنافذ الحدودية واجهات مهمة لسمعة العراق تحتاج المزيد من عناية المعنيين في السلطات المختصة، وان تكون هناك رقابة أسبوعية وليست سنوية على سير أحوال المنافذ الحدودية، اذ لا نرى أي مسؤول كبير يجوب تلك المنافذ للتفتيش لكي تبقى مجريات الأمور تحت السيطرة ومن دون المساس بسمعة البلد التي تتضرر بفعل رشى زهيدة، يدفعها الوافدون لتجاوز أزمة وللإسراع بالدخول من دون مشاكل، لكنهم يرسمون للبلد صورة سيئة من الصعب محوها.
هذه ليست افتراضات وانّما وقائع معاشة، تعرض لها عراقيون وعرب كثيرون، ومضوا يتحدثون بها في مجالسهم الخاصة، أو أحياناً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولابدّ من سد هذه الثغرة ومعالجتها لأنها تمس سمعة العراق.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية