الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
دور الآباء في التربية

بواسطة azzaman

دور الآباء في التربية

رونق رياض مرتضى

 

إن أولى بوادر التنشئة الاجتماعية تبدأ من الأسرة عن طريق التربية. ويتفق الجميع إنها شيء استثنائي في الحياة، وفيها يتشارك الأم والأب لتربية أطفالهم والارتقاء بهم. إن قرار التربية من أصعب الخطوات التي يخطيها الإنسان في حياته؛ كونها خطوة حساسة جدًا بالرغم من أنها ليست أمرًا معقدًا بل أمر جدي ولطيف نوعاً ما، ولأن قرار الإنجاب والتربية قرار مصيري بحت فينبغي أن تأسس بأساسات سليمة؛ ليكملوا الآباء حياتهم مع أولادهم بإنسيابية.

في الحديث عن دور الآباء قبل خوض مرحلة التربية، فيتوجب عليهم دراسة الموضوع وإعطاء الوقت الكافي لأنفسهم والتأكد من أنهم جاهزون لمسؤولية التربية؛ لأن ما سيواجههم خلالها يحتاج إلى عمق بالتفكير، والتصرفات الصائبة، وأيضاً توجد جوانب تحتاج مراعاتها عندما يفكرون بالإنجاب وهي: الجانب النفسي، والجانب العلمي، والجانب الاقتصادي، الجانب الاجتماعي.

إذ يتفق جميعنا أن الأم والأب هما المثال الأعلى لأطفالهم وهما المرآة التي يرون من خلالها العالم؛ فبالتالي عليهم التفكر بتصرفاتهم قبل أن يتصرفونها أمام أطفالهم، فلا تمنعوا أطفالكم من أخطاء أنتم ترتكبونها أمامهم تحت شعار “نحن كبار نعي أكثر منكم”.

وعليكم (الآباء والامهات) أن تدركوا أن أطفالكم ليس دمى يتشكلون كما تريدون وتستطيعون أن تتحكموا بأفعالهم وأفكارهم بكل شيء، بل هم لديهم شخصية تتكون مع مرور الوقت. وأنتم عليكم الإرشاد والمتابعة والمعالجة لأخطائهم في كل وقت، ويجب إعطاءهم المساحة الكافية وبما لا يتعدى على مساحتكم الشخصية ويقلل من احترامهم لكم، وأيضًا الاستماع والتوجيه الصحيح وتحفيز أولادكم؛ لينمّوا مهاراتهم وليصبحوا شغوفين بما يفعلونه، فعندما توجهون أطفالكم لوسائل تفيدهم ستصقل فيهم الذكاء في شتى الجوانب الحياتية.

بيئة طبيعية

إضافة إلى ذلك فأن الطفل يحتاج إلى بيئة طبيعية بعيدة عن المشكلات؛ لكي يلجأ إليها  فلا تبيّنوا مشاكلكم أمام أطفالكم؛ لأنهم حتمًا سينفرون منكم ويتأثرون رغمًا عنهم بالبيئة السامة التي يعيشون بها. في السياق نفسه يلزم عدم حكر التربية بمفهوم(الأب والابن)، فمن الطبيعي الاعتذار لأولادكم عند الخطأ بحقهم وهذا شيء مهم جداً لا يُضعف شخصيتكم أمام أولادكم، بالعكس يقويها ويعزز التفاهم بينكم، فأنتم لا تعون مدى تأثير هذا التصرف اللطيف بشخصية أولادكم في المستقبل.

زيادة للأمر هنالك عدة نقاط يتوجب وجودها، فأهم شيء تعطوه لأولادكم هو الخصوصية وعدم السماح لأحد أن يتجاوزها والاحترام الكامل، وعدم المقارنة بين أبنائكم أو مقارنتهم بغيرهم أو التقليل من شأنهم أمام الناس، وعدم التفرقة بالمعاملة والتعنيف الجسدي واللفظي؛

لأن هذه التصرفات ستنبت بهم بذرة الحقد وشخصيتهم ستتزعزع مما يؤدي إلى شعورهم الدائم بالنقص والغيرة وسيؤثر ذلك على شخصياتهم حتى بعد أن يكوّنوا أُسرة، فابتعدوا عن هذه التصرفات قدر الإمكان وصححوها بالتشجيع المستمر والاحتواء.

وبعد كل شيء تفعلوه من أجل أبنائكم لا تمِنّوا عليهم به؛ لأن قرار التربية قراركم فلا تحسسونهم بأنهم عِبءٌ عليكم، وأن التربية لا تقتصر على تربية الآباء لأبنائهم فقط وإنما هنالك أبناء هم من يربون آباءهم وأن الأبناء لديهم سُلطة على الآباء أكثر، ولكن سُلطتهم تكون سُلطة مشاعر لا سُلطة تحكم.

في نهاية الأمر ابنوا لأطفالكم حياة سعيدة ومستقرة، وكونوا لهم الملاذ الآمن الذي يلجأون له بأي وقت.

فنحن نعي بأن أغلب الآباء سيحاولون أن يعوضوا ما نقـــــــــــصهم وهم أطفال بأولادهم، أما بعض آخر فللأسف يكون لديهم عُقد نفسية نتيجة طفـــــــــــــولتهم المأســــــــــــاوية يمارسون ما مروا به على أولادهم وهذا الشيء مؤسف؛ لأننــــــــــــــا بالوقت الحالي نحتاج لأجيال تظهر للمـــــــــــــجتمع بدون أضرار نفسية سابقة.


مشاهدات 61
الكاتب رونق رياض مرتضى
أضيف 2024/08/20 - 4:56 PM
آخر تحديث 2024/08/22 - 10:57 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 306 الشهر 9309 الكلي 9984853
الوقت الآن
الخميس 2024/8/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير