خمسة أسئلة مهمة
ضرغام الدباغ
كثيراً ما أتعرض لأسئلة من أصدقاء وقراء، معظمها تدور حول الاحداث ومآلاتها، وبالأ مس توجه لي صديق أكاديمي عزيز بالسؤال، بطرحه خمسة أسئلة محكمة، عميقة تمثل محاور بحثية مهمة، ولما كنت أريد أن، أ جيبه عنها بدقة، ، إذ وجدت أنها إحداها تقود للأخرى، ثم أن ي وجدت أن أجيبه تحريريا و ليحتفظ بالمعلومات مكتوبة، وارتأيت أن انشرها كمقال صادر عن المركز العربي الألماني / برلين.
تعميماً للفائدة
سأجيب على الأسئلة الخمسة بالتسلسل :
السؤال الأول : أبعاد العلاقة بين أميركا / إيران / إسرائيل. ودور حماس في هذا الأمر.
ابتداء أود القول أني على قناعة تامة، أن الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل متفقون على قضايا الشرق الأوس ط “الخطوط العامة»، )وبدرجة ما تدخل تركيا ضمن هذا الإقليم(، والانفاق بين الأ طراف الثلاثة قائم بدرجة متطابقة ومتماثلة تقريباً. وهنا نتحدث في الموضوعات السياسية كعلم، وليس على أسس عاطفية وأمزجة. ووفق حسابات العقل والمنطق، يجب «وجوباً» أن تلتقي هذه الدول
الثلاث، فهمومهم وهواجسهم ومصالحهم الاستراتيجية مشتركة بدرجة واحدة تقريباً، ومن الغباء السياسي أن لا يتفقوا )طبعا هم متفقون، وهذا عين الصواب(، فالقوى الثلاث متفقة أن نهوض مشرق عربي متحد ويتمتع بالقوة سياسيا واقتصاديا وعسكريا، هو أمر مضر بالقوى الثلاث. ضرر فادح، إذن فإن إلحاق الضرر وباي درجة هو مفيد للأطراف الثلاثة.
ليس حماس وحدها، بل وحركة الاخوان المسلمين بكافة فروعها )تقريباً عدا التنظيم السوري والماليزي وال ترك ي( يتعاونون )بنسب متفاوتة( مع ملالي طهران. خذ مثلاً في السودان واليمن والعراق، ومصر والجزائر وليبيا، طبعا وفي المقدمة فلسطين. ولست أتبين بدقة تامة، إن كان هذا الموقف ناجم عن نصيحة من قوة أجنبية، أم قرار توصلوا له بأنفسهم ..؟ ولكنه موقف يضع حركة الاخوان المسلمين بدرجة “قوة معادية” للمصالح الوطنية. وموقف الاخوان المسلمين هذا خطأ تأريخي مميت، لا أتبين كيف بوسعهم إصلاحه وقد جسدت حرب غزة هذا الخطأ الخطير. والأمر بحاجة من الاخوان المسلمين لموقف نقدي والانسحاب من تحالفاتهم.منذ الدقائق الأولى لمصرع هنية، تشير المؤشرات العقلية، أنه قتل من داخل إيران، بقوى إيرانية متعاونة مع الموساد أو مع المخابرات الامريكية ،)وهناك الكثير منها، فإيران مخترقة بشكل ممتاز ، والأذرع الأمريكية والاسرائيلية طويلة في إيران، وهذه حقيقة موضوعية مستقلة عن مصرع هنية( بل ويحتمل بدرجة معقولة، أن يكون مصرع الرئيس الإيراني رئيسي قد تم على يد نفس القوى. كما احتمالية قتل القائد هنية قد تم فعلاً بيد نظام الملالي، وهذه خدمة كبيرة قدمها الملالي للتحالف الثلاثي، وحتما نظير مكسب محدد .. أو جائزة ترى ما هو ..؟
هنا أكثر من ا حتمال، الأول، السماح لإيران بالقيام بأمر كان محضوراً ..
• السماح لها أن تواصل الوجود في خارج إيران وخاصة: العراق واليمن ولبنان. وسوريا.
• إدخال إيران في “ ترتيبات “ الشرق الأوسط كطرف رئيسي وإبعاد تركيا.
• السماح لها بامتلاك السلاح النووي.
• السماح لها بأن تلعب دورا» خاصاً « في المنطقة يمثل خصائصها ، على أن يكون هذا الدور متطابقا مع المصالح الإسرائيلية الأمريكية: كحائط صد مقابل تركيا، كعنصر يمثل توازنات في المنطقة العربية “ الخليج خاصة» ، فتشكل وتكون قوة إسلامية هو أمر محضور تماماً، وإن كان بدرجة حليف استراتيجي مع الغرب)عضو في حلف الناتو(والسماح لها
• السماح لإيران بالوصول للبحر الأبيض المتوسط، ولهذا سمح الغرب لإيران أن تجاري وتجامل روسيا )بدرجة معينة محدودة( الموجودة ف ي ال اوضاع السورية.
مؤشرات عديدة تشير أن المرحوم إسماعيل هنية، كان يمثل نقطة وسط بين تجاذبات فلسطينية فلسطينية / وفلسطينية عربية، وإن إزاحته سيفت ح المجال لنمو أكثر من تيار في الوسط السياسي الفلسطيني.
وهذا الاحتمال مع تفهم العناصر أعلاه حول ا لدور الإيراني، يعني أن الملف الفلسطيني الآن بصدد مراجعة جذرية، تسبب فيها:
• الأوضاع الداخلية الأمريكية والاحتمالات المقبلة)الانتخابات والصراعات السياسية، وهو أمر لم تكن الولايات المتحدة تعرفه بهذه الدرجة من الحدة(.
مراحل اخيرة
• التحولات الدولية، وأن الحرب الأوكرانية في مراحلها الأخيرة وبفوز روسيا، بدرجة تحاول الولايات المتحدة والغرب من تقليل حجم هذا الفوز.
• حرب غزة التي أسفرت عن نتائج كبيرة على المشاركين والقوى الداعمة والمساندة لكل الأطراف: الخسائر الصهيونية، اقتصاديا وبشرياً )بما في ذلك الهجرة المعاكسة( هذه معطيات، ترشح أن القضية الفلسطينية قد دخلت مرحلة جديدة، قد تسفر عن تأسيس دولة فلسطينية، ومناقشة عامة لشؤون الشرق الأوسط، تريد منها إيران أن يكون لها نصيب، وهي دولة ليست محاربة، وليس ثمة سبب يدعوها لحضور مناقشة لشؤون دولية. وكل ما حصلت عليه هو جائزة لمواقفها المماثل لمواقف إسرائيل والولايات المتحدة، فالسلاح النووي )تهديد مسموح به ( والقوة الصاروخية هشة، ومسرحية مسموح بها، والسيطرة على العراق واليمن والبنان وسورية تم بموافقة الولايات المتحدة بدرجة محدودة لإضعاف العرب والمسلمين. وأميركا لا تقبل في نهاية المطاف أن يكون لوكلائها )إسرائيل أو إيران( نفوذ وهيمنة خارج السيطرة.
ولو ندقق بعمق، نلاحظ أن كل ما تفعله إيران هو متسق مع المصالح الأمريكية، وأوربا والغرب لا يعتبرون إيران دولة إسلامية ولا بأي مقدار. وهي تأسست عام 1935 على أن تكون نقطة ا رتكاز للغرب) stützpunkt . )وهي تلعب هذا الدور منذ عهد الصفويين والقاجاريين والبهلويين، وحتى اليوم على اختلاف الأسماء والعلامات الخارجية.
السؤال الثاني : هل الوضع العالمي مستقر على ما هو عليه بعد الحرب العالمية الثانية، الخمس العظمى / الفيتو. وألا تسعى ألمانيا لأن تكون الدولة السادسة ..؟ على الأرجح نعم، سيبقى على ما هو عليه لأمد غير منظور، والسبب أن الدول المرشحة لدخول الأمم المتحدة بغالبيتها لي ست من جانب أمريكا كما تريد : الهند، والبرازيل، الباكستان، مصر، تركيا، فتوسيع الأعضاء الدائميون قد يفتح أبوابا لا ترغب بها الولايات المتحدة وربما تكون متعبة.
وفكرة توسيع الأعضاء الدائمون هي مطروقة في العلاقات الدولية، ولكنها ستشهد نقاشات معقدة، وصراع مصالح سياسية واقتصادية وثقافية عميقة ومعقدة، وقد تفضي إلى ما لا تتمناه وترغبه. والموقف الآن في مجلس الأمن ما يزال تحت السيطرة ) Under Control (وهناك ثمة مزعجات، بسبب دخول عدد كبير لمنظمة الأمم المتحدة، تثير المتاعب أحياناً، ولكن هذه سمة العمل الدولي المعاصر، وإلى الآن الوضع محتمل، فالدول الغربية الثلاث قلما تختلف، وإن اختلفت فلا يظهر خلافها على السطح، لذلك فالوضع مقبول لحد الآن. وإن يضم في ثناياه مخاطر للمستقبل، وفي المقدمة، تقدم الصين بسرعة لدرجة القوة العالمية الحاسمة، والولايات المتحدة تضع جل اهتمامها بالتحوط هذا المستقبل وتوفير ظروف جديدة . أما انضمام المانيا لمجلس الأمن، و يحتمل أن لا تعارضه الولايات المتحدة، ولكن ربما من المدهش أن تعلم، أن هناك دولاً غربية لا تريد دخول ألمانيا لمجلس الأمن منها: بريطانيا، وبولونيا، وربما دول أخرى موقفها مفاجئ. ولنتذكر المعارضة القوية للوحدة الألمانية، ولم تفز ألمانيا بموافقة الدول الغربية )بريطانيا وفرنسا( إلا بشق الأنفس. وبموقف حاسم من الرئي سين: ريغان وغورباتشوف. هناك نظرية قديمة في أوربا، مفادها أن لا أحد يرغب بألمانيا كبيرة وقوية، فالشعب الجرماني ينتشر في أرجاء واسعة من القارة الأوربية وصولاً لأجزاء في آسيا )منغوليا( والقرم، وهناك مساحات واسعة من الأراضي ألألمانية مقتطعة في بولونيا وجيكيا، والدنمرك، وروسيا، وفرنسا، وهناك وجود ألماني مهم، قديم وعريق : ثقافي وسياسي، واقتصادي في رومانيا وهنغاريا ليتوانيا وبوهيميا، واستونيا. وإذا جرت مناقشة عميقة للشؤون الأوربية، والقضايا الدولية، فألمانيا لديها ما ت طالب به. المانيا اليوم قاطرة أوربا الاقتصادية، وكيان ثقافي / علمي عملاق، وقدرات ممتازة على كافة الأصعدة، ووضع دولي متين، وعلاقات ممتازة مع القوى العالمية، واللغة الألمانية منتشرة على نطاق واسع في منطقة وسط أوربا وعلى مساحة كثير من الدول والكيانات السياسية، كلغة أولى، أو كلغة ثانية / مؤثرة، والثقافة الألمانية معروفة ومتداولة فنياً، وأدبياً، وثقافياً، وعلمياً. ووضع دولي متين، وعلاقات ممتازة مع القوى العالمية، إذن إذا كان هناك من يريد بحث الأمور بعمق، فألمانيا لديها أيضاً ما تناقش وتبحث فيه. السؤال الثالث : القواعد الأمريكية في ألمانيا، هل ألمانيا راغبة فيها، الموقف الحالي في أوربا والعالم، هو غير الموقف الذي كان عليه قبل بضعة سنوات، وتحديداً ف ي ولاية الرئيس أوباما، وترامب وهي المرحلة التي تميزت بكثرة الخلافات الأوربية الأمريكية بصدد موضوعات عديدة أوربية أو عالمية. فقد تغير الموقف بدرجة مهمة، بتغير المعطيات. الوضع في شرقي أوربا ، وأوكرانيا أكثر تحديداً جدي بدرجة يحمل على التفكير الدقيق للمشكلات وأبعادها، ومن أهمية العلاقات بين ضفتي الأطلسي. فالأوربيون يدركون أهمية أن تضل القارة بعيدة عن التوترات، التي يمكن أن تتطور إلى صراعات مسلحة، وأن تصبح القارة مسرحاً للح روب التي لا تبقي ولا تذر . وينهي حالة الهناء والرخاء، فرفع معدلات التسلح وميزانيات الدفاع بدرجات بسيطة لا تتجاوز 1,5 % أو 2% ألقى بضلاله الواضحة على طبيعة الحياة ومستوياتها في أوربا. ولذلك يبدي الأوربيون القلق بوضوح، ولكنهم بنفس الوقت، يرغبون بالاستغناء، أو تقليص الاعتماد على الأمريكان، لكن لابد من الاعتراف أن الوجود العسكري الأمريكي في أوربا له مزاي اه الإيجابية أيضاً، ولنركز على الوضع في ألمانيا. الخارطة أدناه 5 )الخارطة 1 أدناه تشير إلى مواقع القواعد الأجنبية «الأمريكية والبريطانية والفرنسية» في عموم ألمانيا : 1 فرنسية / المانية، و 4 بريطانية 4 قواعد لحلف الناتو / والباقي أمريكية ( وحين طرح الرئيس ترامب فكرة تقليص القوات العسكرية في ألمانيا، وكمبرر لطرح خطط الانسحاب الأمريكي من ألمانيا، أشار الرئيس الأمريكي ترامب إلى أن الحكومة الألمانية لا تريد رفع مستوى الإنفاق الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي كما تم الاتفاق عليه بين شركاء حلف شمال الأطلسي )الناتو(. ولم تبلغ هذه النسبة في ألمانيا في العام المنصرم ) 2019 ( إلا نسبة 1,38 % . كما نوه ترامب الأسبوع المنصرم نهاية شهر حزيران / 2020 ( عن النفقات الكبيرة التي تنفقها الولايات المتحدة في نشر قواتها في ألمانيا في نحو 19 قاعدة ومعسكر . . كما يعمل أيضا الكثير من المواطنين الألمان في المطار، أو ممن يقومون بأعمال تجارية مع الأمريكان، ويقدر حجم هذه العائدات ب 2 مليار دولار للاقتصاد الوطني الألماني. كما يرتاد الأمريكيون مطاعم ألمانية، والحلاقين )مصففي الشعر(. ويدفعون تكاليف المياه النقية، وشبكات الصرف الصحي، وبدون الوجود الأمريكي سترتفع تكاليف وأجورها للمواطنين الألمان لأن تكاليف ونفقات العمل والإنتاج يتقاسمها الأمريكيون مع سائر السكان . والهدف من إقامة المستشفى في هذا المكان هو لعلاج الجنود الذين ينقلون من مناطق انتشارهم، دون الحاجة لتحويلهم للولايات المتحدة من أجل علاج مركز وعناية طبية فائقة. ولكن القاعدة تلعب دوراً آخر مهم، وهو كونها محطة ومركز هام لنقل القوات والمواد )بأشكالها( إلى الشرق الأوسط وأفغانستان . )الخارطة أدناه: المواقع العسكرية الأمريكية في ألمانيا: المجموع الكلي للعسكريين : 38,605 ) وتلعب قاعدة رامشتاي ن (Ramstein) دورا مهماً في حرب الطائرات بدون طيار المثيرة للجدل التي تخوضها الولايات المتحدة خاصة في الشرق الأوسط وأفغانستان، وأفريقيا، وتعد رامشتاين قاعدة مثالية بسبب قرب موقعها من مناطق العمليات، لأن انحناءة الكرة الأرضية في المسافة الشاسعة من الولايات المتحدة وحتى مناطق العمليات، يحول دون استخدام أمثل لهذه الطائرات، لذلك ترسل الإشارات )الإيعازات( للطائرات إلى رامشتاين ومنها ترسل للطائرات. إذن فالوجود العسكري الأمريكي في أوربا، مرغوب لجهة المنافع الاقتصادية في التشغيل، وفي ا لمشاركة بحماية القارة، ولكن للأمر سلبياته أيضاً، ومن تلك القبول بالقرار السياسي الأمريكي، وهو ما ينطوي على أحياناً على ما يخالف وجهات النظر الأوربية إلى مشكلات أوربا كقارة، فيما ت نظر الولايات المتحدة لأوربا كجزء من عالم واسع يضم خمسة قارات أخرى وتصيغ الولايات المتحدة قراراتها، بما يتناسب وينسجم مع استراتيجيتها المحيطية ) Global Stratiegy (، وبين هذه وتلك تكمن أحيناً جزيئات، أو فقرات مهمة. فالموقف في جنوب شرق آسيا هو بدرجة من الأهمية والخطورة، لا تقل عن أوربا، فهناك عدد آخر من الحلفاء )اليابان، تايوان، كوريا الجنوبية، الفلبين( وهناك ساحة الباسفيك بأهميتها الاستراتيجية البحرية الخطيرة وقواعدها في غوام، وهونولولو، وجزر مارشال، وأستراليا ونيوز يلندة، وهذه المواقع تمثل الخط الدفاعي الأمريكي المهم للغاية. بالنسبة للاستراتيجيات العسكرية وتأمين خطوط مواردها، ومواصلاتها . السؤال الرابع : هل تصنع المانيا أسلحة .. وهل يحظر عليها أسلحة استراتيجية. بالطبع تصنع ألمانيا الأسلحة بل وتصدرها، وتمثل صادرات السلاح الألمانية ارقاماً متصاعدة، فحجم الصادرات التي وافقت عليها الحكومة الألمانية هذا العام بلغت ) 11,7 ( مليار دولار، في حين كان أعلى رقم في التصدر عام 2021 ( 9,15 ( مليار دولار.، وهناك أصناف من الأسلحة هي من الأفضل عالمياً ومطلوبة بشدة في جميع أرجاء العالم رغم سعرها المرتفع نسبياً: كدبابة ليوبارد 2، والمدرعة ماردر، والمدفعية، والاعتدة، والأسلحة البحرية )مدمرات وغواصات( ، ومعدات من أنواع عديدة.، ورغم أن ألمانيا تمتلك مفاعلات عديدة 14 مفاعل نووي، إلا أنها متجهة نحو تقليص عددها، بناء على توصيات البرلمان الألماني)البوندستاغ(، تحسبا لمخاطر الت شغيل، لذلك لا يوجد نشاط بأتجاه صناعة الأسلحة النووية،، رغم السهولة المفترضة علمياً ومالياً لإنتاجها. والجيش الألماني ليس كبير الحجم، والتخصيصات في ميزانية الدولة ليست مرتفعة، وهو سبب الخلاف بين الإدارات الامريكية والحكومة الألمانية، وحتى الفرنسية. ولكن الوضع تغير بنسبة معينة بأتجاه تقوية الجيش الألماني لتلبية احتياجات الدفاع المحلي والاقليمي.