التعاون الإسلامي يتدارس في جدة إتخاذ موقف موحّد بشأن التصعيد الراهن

السنوار يخلف هنية في رئاسة حماس وإسرائيل تستعد لرد إيراني وشيك

غزة - الزمان

طهران - رزاق نامقي

عينت حركة حماس، قائدها في قطاع غزة يحيى السنوار، أحد أبرز المطلوبين لدى إسرائيل، رئيساً لمكتبها السياسي خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتيل قبل أسبوع في طهران، التي أوصلت رسائل بإن ردها على إسرائيل سيكون محدوداً. ويتهّم الجيش الإسرائيلي، السنوار بإنه أحد المخطّطين الرئيسيين لهجوم حماس غير المسبوق على المستوطنات في السابع من تشرين الأول الماضي. ورأى مسؤول كبير في حماس أن (تعيين السنوار يشكّل رسالة قوية للاحتلال مفادها أن حماس ماضية في نهج المقاومة). من جانبه، أكد حزب الله، إن تعيين السنوار يرسل رسالة قوية للعدو الصهيوني ومن خلفه الولايات المتحدة وحلفائها بأنّ حماس موحّدة في قرارها وصلبة في مبادئها وثابتة في خياراتها الكبرى. وقال الحزب خلال تهنئة السنوار إن (حماس باختيار السنوار، عازمة على المضي ومعها سائر الفصائل الفلسطينية في طريق المقاومة والجهاد مهما بلغت التضحيات). وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنّه، يتعيّن على السنوار أن يقرّر بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع إسرائيل. وقال بلينكن في بيان أمس إن (السنوار كان ولا يزال صانع القرار الرئيس في ما يتعلق بإبرام وقف لإطلاق النار في القطاع)، وأضاف (لا يجب أن يصعّد أحد هذا النزاع، فنحن منخرطون في جهود دبلوماسية مكثّفة مع حلفاء وشركاء، لنقل هذه الرسالة مباشرة إلى إيران، كما نقلنا تلك الرسالة مباشرة إلى إسرائيل). وللمرة الأولى، التي يحضّ فيها بلينكن، إيران وإسرائيل علنا على عدم تصعيد النزاع. واحبطت واشنطن، هجوماً دبّره باكستاني مرتبط بطهران لاغتيال مسؤولين حكوميين في الولايات المتّحدة انتقاماً لمقتل الجنرال قاسم سليماني بغارة أمريكية في بغداد في 2020.وقال وزير العدل ميريك غارلاند في بيان أمس إنّ (وزارته تعمل منذ سنوات بلا كلل للتصدّي لمحاولات إيران للانتقام من مسؤولين أمريكيين لاغتيال سليماني)، مشيراً إلى إن (المواطن الباكستاني المرتبط بإيران آصف ميرشانت، محتجز حاليا ووجّهت إليه تهمة محاولة ارتكاب جريمة قتل بواسطة قتلة مأجورين). ورجح المدّعي العام بيس إن (ميرشانت الذي يعمل لصالح آخرين في الخارج، يُشتبه بأنّه خطّط لقتل مسؤولين حكوميين أمريكيين على أراضي الولايات المتّحدة). وتستعد تل ابيب منذ أسبوع على اغتيال هنية لرد إيراني وشيك ومحدود. وقالت مصادر دبلوماسية إن (ايران تستعد لضرب اهداف إسرائيلية ولكن جرى الاتفاق على ان تكون ضربة محدودة).من جهته، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في بيان أمس إن (حزبه وإيران ملزمان بالردّ على إسرائيل أياً تكن العواقب). في غضون ذلك، كتب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس على منصة إكس أن (تعيين السنوار على رأس حماس خلفا لهنية، سبب إضافي لتصفيته سريعا ومحو هذه المنظمة من الخارطة).

وتتهم كل من إيران وحماس وحزب الله، إسرائيل باغتيال هنية في طهران بعد ساعات على اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت. وأدّت الحرب التي اندلعت في قطاع غزة إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس في إسرائيل قبل عشرة أشهر إلى تصعيد أعمال العنف في المنطقة وتزايد التوتر بعد اغتيال هنية وشكر. وعقدت منظمة التعاون الإسلامي في جدة، اجتماعا بناء على طلب فلسطين وإيران، للتوصل إلى موقف إسلامي موحد في المنطقة. وفي زيارة اجراها إلى القاهرة، قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبد الله بو حبيب لدى لقائه نظيره المصري بدر عبد العاطي إن (اتساع رقعة الحرب أصبح جديًا)، مشدّدا على (ضرورة وقف الحرب في غزة). ويشكّل إحصاء الضحايا، تحدّيا حقيقيا يوميا في قطاع غزة الذي يتعرّض للقصف منذ أكثر من عشرة أشهر بعدما تحوّل جزء كبير منه إلى دمار. في وقت، دعت دول عدة رعاياها إلى مغادرة لبنان وأوقفت شركات طيران رحلاتها إلى بيروت. وأعلنت مجموعة لوفتهانزا الألمانية العملاقة امس أن (رحلاتها ستتجنّب الأجواء العراقية والإيرانية حتى 13 آب الجاري، في تمديد لقرار سابق بعدم استخدام المجال الجوي للبلدين في ظل تصاعد التوتر في الشرق الأوسط)، وأضافت أنها (مدّدت تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وطهران وبيروت وعمان وأربيل للفترة نفسها).