الوارثون
محمد الامارة
يبدو اننا صرنا في طريق ونفق الحياه القصرية بمحض ارادتنا دون شرط او اجبار الاحد وغصنا في اعباقها واعماقها الساحرة او كما يبدو لنا انها ساحرة فكل منا يراها بشكل مختلف عن الاخر فالذي يملك قوت يومه او اقل ويعاني من توفير ابسط احتياجاته يراها كابوسا خيمة على حياته وحياه افراد عائلته التي يعيلها ويفكر بالغد وما سيجلبه له بالرزق ويكف الله عنه الشر والمصائب يعيش يومه مع المحيطين به ويتبادلون اطراف الحديث وسرد الطرائف بينهم وهم يتبادلون من الضحكات على ما يسردون وتبادلون الزيارات بينهم وخاصه من يحتاجها كالمريض او من اجراء عمليه جراحيه او من جاء من سفر بعيد يحاولون تجاوز كل هذه المحن عبر تكاتفهم والمواساه على ما يجري عليهم من ظروف قاسيه ليعبروا ويتجاوز هذه الايام التي تمر بصعوبه عليهم ويتوقعون حلول اجالهم قريبا جدا ولا يبالون وعندما يحتاجه منه وطن للدفاع عنه من الاشرار يحب كالاسود ويعلق جراحاتهم ولا يظهروها امام الاعداء ويقاتلون بشراسه ويقدموا انفسهم نذرا لهذا الوطن الجريح وتتعالى اصواتا الثكاله عندما يؤتى بابنائهم شهداء الوطن.
حياة مريرة
فيورث الابناء عذابات ابائهم الثقيله سيحملونها على اكتافهم وهم صغارا فيكون الحمل حملين نظرا لاعمارهم الطفوليه التي لم تمارس دورها مثل باقي اطفال باقي دول العالم .
وتعاد دوره الحياه بنفس الوتيره ونفس العذابات التي مرت بابائهم وهم يقاسون هذه الحياه المريره المره.وفي الجانب الاخر نراه ممن عاشوا في كلفات ابائهم الاغنياء في عيش مترف في بيت نظيف واسع مبرد صيفا ودافئ شتائا يجلسون الى موائد عامره يشربوا ماء عالي الجوده يلبسون احلى وانظف وارقى الموديلات يذهبون للمدارس فايف ستار كل سبل الحياه وتهيئه لهم الاب مشغول في اعماله ويرى اولاده سعداء فيكون هو في غايه السعاده وهم يمارسون حياتهم و ملذتها يبتكرون طرق كثيره لجلب المرح لانفسهم لا تمر لحظه عليهم يعانون قسوه او عذابا او الما الا ما ندر . لا نريد ان نقول ان الزيارات بين هذه الفئه او السؤال عن مريض او قادم من السفر ربما تكون شحيحه . فهم كل همهم ان ان يغدقوا افراد عائلتهم بما لذ وطاب وسبل التميز بالنعم عن الباقين. وفي حال تاجهم الوطن للدفاع عنه تجدونهم يقفون في الظل او يسافرون الى اماكن اخرى ليبتعدوا عن هذه الاجواء حتى يستقر الحال ثم يعودوا فهذا ليس من اهتماماتهم الاولى او الثانيه او حتى الاخيره. ولا يفكرون باجالهم لانهم يعتقدون ان ذلك بعيد جدا.
وحيل يصلون لهذا الواقع يكون قد وصلوا في اعمار المتقدمه فلا يندموا على شيء فاتهم لان ما فاتهم قد عاشوه بالذ ما طاب ولم يتركه شيئا في انفسهم لم يحققوه . ويورثوا ابنائهم كل الخير وكل المال وكل العز يزداد خيرا على خير وما لم على مال وسعاده على سعاده .... لكن هذه الاشياء هي خارج عن ارادتنا هي شيء محطوب علينا كما لكن هناك من يحاول ان يقفز من هذه الخانه الى خانه فيها الخير وفيها السعاده بعد ان يبذل جهدا جهيدا بدنيا وفكريا مختلف لكن يجب عليه ان يتمتع بحظ جيد يرافقه والذي لا يملك هذا الحظ ويبذل مجهودا بدنيا وفكريا فانه سيبقى في الخانه الاولى حتى يبلغ اجله ومهما حاول لن يغير من الواقع شيء الا اذا لا سمح الله التجا الى طريق خطر طريق الاجرام او الحرام لا سمح الله وهنا انصح كل من مر بهذه الحاله ان يصبر ويفوض امره الى الله والله خير الرازقين. فالله سبحانه وتعالى سيعوضك في الحياه الاخرى حياه الخلد عن كل ما مر بك في هذه الحياه من ماسي والام وكانك لم تمر بها ابدا .