الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الوارثون

بواسطة azzaman

الوارثون

محمد الامارة 

 

  يبدو اننا صرنا في طريق ونفق الحياه القصرية بمحض ارادتنا دون شرط او اجبار الاحد وغصنا في اعباقها واعماقها الساحرة او كما يبدو لنا انها ساحرة فكل منا يراها بشكل مختلف عن الاخر فالذي يملك قوت يومه او اقل ويعاني من توفير ابسط احتياجاته يراها كابوسا خيمة على حياته وحياه افراد عائلته التي يعيلها ويفكر بالغد وما سيجلبه له بالرزق ويكف الله عنه الشر والمصائب يعيش يومه مع المحيطين به ويتبادلون اطراف الحديث وسرد الطرائف بينهم وهم يتبادلون من الضحكات على ما يسردون وتبادلون الزيارات بينهم وخاصه من يحتاجها كالمريض او من اجراء عمليه جراحيه او من جاء من سفر بعيد يحاولون تجاوز كل هذه المحن عبر تكاتفهم والمواساه على ما يجري عليهم من ظروف قاسيه ليعبروا ويتجاوز هذه الايام التي تمر بصعوبه عليهم ويتوقعون حلول اجالهم قريبا جدا ولا يبالون وعندما يحتاجه منه وطن للدفاع عنه من الاشرار يحب كالاسود ويعلق جراحاتهم ولا يظهروها امام الاعداء ويقاتلون بشراسه ويقدموا انفسهم نذرا لهذا الوطن الجريح وتتعالى اصواتا الثكاله عندما يؤتى بابنائهم شهداء الوطن.

حياة مريرة

فيورث الابناء عذابات ابائهم الثقيله سيحملونها على اكتافهم وهم صغارا فيكون الحمل حملين نظرا لاعمارهم الطفوليه التي لم تمارس دورها مثل باقي اطفال باقي دول العالم .

وتعاد دوره الحياه بنفس الوتيره ونفس العذابات التي مرت بابائهم وهم يقاسون هذه الحياه المريره المره.وفي الجانب الاخر نراه ممن عاشوا في كلفات ابائهم الاغنياء في عيش مترف في بيت نظيف واسع مبرد صيفا ودافئ شتائا يجلسون الى موائد عامره يشربوا ماء عالي الجوده يلبسون احلى وانظف وارقى الموديلات يذهبون للمدارس فايف ستار كل سبل الحياه وتهيئه لهم الاب مشغول في اعماله ويرى اولاده سعداء فيكون هو في غايه السعاده وهم يمارسون حياتهم و ملذتها يبتكرون طرق كثيره لجلب المرح لانفسهم لا تمر لحظه عليهم يعانون قسوه او عذابا او الما الا ما ندر . لا نريد ان نقول ان الزيارات بين هذه الفئه او السؤال عن مريض او قادم من السفر ربما تكون شحيحه . فهم كل همهم ان ان يغدقوا افراد عائلتهم بما لذ وطاب وسبل التميز بالنعم عن الباقين. وفي حال تاجهم الوطن للدفاع عنه تجدونهم يقفون في الظل او يسافرون الى اماكن اخرى ليبتعدوا عن هذه الاجواء حتى يستقر الحال ثم يعودوا فهذا ليس من اهتماماتهم الاولى او الثانيه او حتى الاخيره. ولا يفكرون باجالهم لانهم يعتقدون ان ذلك بعيد جدا.

وحيل يصلون لهذا الواقع يكون قد وصلوا في اعمار المتقدمه فلا يندموا على شيء فاتهم لان ما فاتهم قد عاشوه بالذ ما طاب ولم يتركه شيئا في انفسهم لم يحققوه . ويورثوا ابنائهم كل الخير وكل المال وكل العز يزداد خيرا على خير وما لم على مال وسعاده على سعاده .... لكن هذه الاشياء هي خارج عن ارادتنا هي شيء محطوب علينا كما لكن هناك من يحاول ان يقفز من هذه الخانه الى خانه فيها الخير وفيها السعاده بعد ان يبذل جهدا جهيدا بدنيا وفكريا مختلف لكن يجب عليه ان يتمتع بحظ جيد يرافقه والذي لا يملك هذا الحظ ويبذل مجهودا بدنيا وفكريا فانه سيبقى في الخانه الاولى حتى يبلغ اجله ومهما حاول لن يغير من الواقع شيء الا اذا لا سمح الله التجا الى طريق خطر طريق الاجرام او الحرام لا سمح الله وهنا انصح كل من مر بهذه الحاله ان يصبر ويفوض امره الى الله والله خير الرازقين. فالله سبحانه وتعالى سيعوضك في الحياه الاخرى حياه الخلد عن كل ما مر بك في هذه الحياه من ماسي والام وكانك لم تمر بها ابدا .

 

 

 


مشاهدات 237
أضيف 2024/08/03 - 12:21 AM
آخر تحديث 2025/01/14 - 12:11 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 186 الشهر 6675 الكلي 10196640
الوقت الآن
الأربعاء 2025/1/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير