الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حرّاس‭ ‬على‭ ‬النفقة‭ ‬الخاصة

بواسطة azzaman

حرّاس‭ ‬على‭ ‬النفقة‭ ‬الخاصة

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬

 

انتشرت‭ ‬ظاهرة‭ ‬مرافقة‭ ‬حراس‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬امنية‭ ‬الأثرياء‭ ‬او‭ ‬من‭ ‬يعتقدون‭ ‬انهم‭ ‬ثمة‭ ‬شيء‭ ‬خارج‭ ‬السياق‭ ‬العادي‭ ‬لصفة‭ ‬المواطنة‭ ‬بين‭ ‬العراقيين،‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭ ‬ومنها‭ ‬إقليم‭ ‬كردستان‭.‬

الثراء‭ ‬الفاحش‭ ‬بات‭ ‬مدعاة‭ ‬للمنافسة‭ ‬في‭ ‬الظهور‭ ‬وفرض‭ ‬سطوة‭ ‬جذب‭ ‬الأنظار‭ ‬الاجباري‭. ‬نرى‭ ‬حمايات‭ ‬بعضها‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬اجنبية‭ ‬لشركات‭ ‬أمنية‭ ‬ترافق‭ ‬بعض‭ ‬الأثرياء‭ ‬الجدد‭ ‬في‭ ‬تنقلاتهم‭ ‬وتفرض‭ ‬واقعا‭ ‬مرعبا‭ ‬أحياناً‭ ‬عند‭ ‬الدخول‭ ‬الى‭ ‬مرافق‭ ‬عامة‭ ‬مثل‭ ‬المطاعم‭ ‬وقاعات‭ ‬المناسبات‭ ‬او‭ ‬الأسواق‭.‬

ربّما‭ ‬هناك‭ ‬ضرورات‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬وأماكن‭ ‬خاصة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬نائية،‭ ‬لكن‭ ‬كيف‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬مستقرة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الأمن،‭ ‬اذ‭ ‬انه‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬كردستان‭ ‬وهي‭ ‬منطقة‭ ‬مستقرة‭ ‬رصدت‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬مرات‭ ‬عدة‭.‬

‭ ‬هذا‭ ‬شكل‭ ‬اخر‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬استخدام‭ ‬السلاح‭ ‬عبر‭ ‬“تقنين‭ ‬معين”‭ ‬لكي‭ ‬يبدو‭ ‬شرعيا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬انّ‭ ‬الاثار‭ ‬السلبية‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الدخيلة‭ ‬تبدو‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الأثر‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتجاوز‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬المواطنة‭ ‬التي‭ ‬يفترض‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬متساوية‭. ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬من‭ ‬مخلفات‭ ‬مراحل‭ ‬سابقة‭ ‬في‭ ‬مرافقة‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬‮«‬الجيوش‭ ‬الصغيرة‮»‬‭ ‬لمواكب‭ ‬سياسيين،‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬قيمتهم‭ ‬في‭ ‬المعنى‭ ‬الوطني‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬شيء،‭ ‬ولا‭ ‬أريد‭ ‬التشبيهات‭ ‬المحددة‭ ‬لأنها‭ ‬ستكون‭ ‬مقززة‭.‬

البلد‭ ‬يحتاج‭ ‬إعادة‭ ‬توقيت‭ ‬ساعة‮»‬‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‮»‬‭ ‬لكل‭ ‬مواطن‭ ‬على‭ ‬ارض‭ ‬العراق‭. ‬هناك‭ ‬أزمان‭ ‬متداخلة‭ ‬توحي‭ ‬بانفصام‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬النماذج‭ ‬التي‭ ‬لعبت‭ ‬الثروات‭ ‬والهالات‭ ‬المصطنعة‭ ‬بعقولها‭ ‬الخفيفة،‭ ‬ولابدّ‭ ‬من‭ ‬افهام‭ ‬جميع‭ ‬المواطنين‭ ‬انهم‭ ‬متساوون‭ ‬فعلاً،‭ ‬وانّ‭ ‬الامتيازات‭ ‬الواجبة‭ ‬لوظائف‭ ‬محددة،‭ ‬إنّما‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬مقتضيات‭ ‬العمل‭ ‬والوظيفة‭ ‬والخدمة‭ ‬العامة‭.‬

الدولة‭ ‬بأجهزتها‭ ‬مكلفة‭ ‬واجب‭ ‬تنقية‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬الشاذة،‭ ‬لأنها‭ ‬تمتلك‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬لكن‭ ‬شرط‭ ‬ان‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬شرائح‭ ‬في‭ ‬هيكلية‭ ‬الدولة‭ ‬بخرق‭ ‬القوانين‭ ‬وتجييرها‭ ‬لحساب‭ ‬اشخاص‭ ‬او‭ ‬أحزاب‭ ‬او‭ ‬جهات‭ ‬معينة‭.‬

هؤلاء‭ ‬الأثرياء‭ ‬الجدد‭ ‬يظنون‭ ‬انهم‭ ‬يشترون‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭ ‬بفلوسهم‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يحق‭ ‬لهم‭ ‬مساءلتهم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬انهم‭ ‬يصادرون‭ ‬حقوق‭ ‬مدنية‭ ‬للملايين‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬شراؤه‭ ‬بالمال‭. ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬دولة،‭ ‬أمّا‭ ‬بدونها‭ ‬فلذلك‭ ‬كلام‭ ‬آخر‭.  ‬

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com


مشاهدات 382
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬
أضيف 2024/05/22 - 5:01 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 2:47 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 298 الشهر 11422 الكلي 9361959
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير