رصد أكبر إنخفاض بالعملة المحلية منذ 20 عاماً
خبير لـ (الزمان): غياب التوازن بين الدينار والدولار وراء تراجع قيمة النقد المتداول
بغداد – ابتهال العربي
عزا خبير إقتصادي ، فقدان نحو 1.2 ترليون دينار من العملة المحلية ، الى غياب التوازن بين قيمة النقد المحلي المتداول مع سعر صرف الدولار. وقال الخبير حيدر عصفور لـ (الزمان) امس ان ( العراق لجأ قبل مدة الى رفع قيمة الدينار مقابل الدولار بقيمة 132 بدلاً من ان يكون 145 الف دينار كما كان في السابق،وهذه النسبة تعادل تقريباً 22 بالمئة كفارق للعملة)، واضاف ان (المتوفر من النقد المتداول الذي كان مهيئاً وفق السعر السابق، غير مناسب مع السعر الحالي)، مشيرا الى ان (عدم تماثل كتلة النقد العراقي في السوق مع السعر الحالي، خلق نوع من الخلل في الميزان بين العملتين، مما ادّى الى حدوث فارق كبير بقيمة المطروح من العملة النقدية)، مؤكدا ان (البنك المركزي إنتبه مؤخراً لهذه الحالة، واتخذ خطوات وإجراءات منها المعالجة التي جاءت لصالح الميزان بإتجاه الدولار)، واوضح عصفور ان (سحب الدولار بسعر 132 مع استقرار العملة المحلية سيؤدي الى حدوث خلل وفجوة اكبر مع قيمة الدولار واستمرار الطباعة المحلية)، وشدّد على (الحاجة لجدولة وتقويم المطبوعات التي توازي قيمة الدولار)، لافتا الى ان (المركزي لجأ الى إتلاف العملة لموازنة الاستقرار مع الدولار، ونجح مؤخراً بالحفاظ على التوازن الاقتصادي، وهذا جزء مهم بالنسبة للمستثمرين والمواطنين). واظهرت بيانات المركزي ، انخفاض كمية العملة المطبوعة بمقدار 1.2 تريليون دينار بين شهري تشرين الثاني وكانون الثاني للعام الماضي. فيما عدت ذلك ثالث اكبر انخفاض مُسجل بكمية العملة منذ 20 عاماً. وذكرت بيانات اطلعت عليها (الزمان) امس ان (اجمالي كمية العملة المحلية المطبوعة حتى كانون الثاني من العام الماضي بلغت 101.4 تريليون دينار، ويشكّل ذلك انخفاضاً بكمية العملة المحلية التي كانت موجودة في بالشهر الذي سبقه التي بلغت حينها 102.6 تريليون ديناراً)، واشارت الى ان (حجم ما انخفض من كمية العملة المطبوعة تبلغ 1.2 تريليون دينار، التي من المفترض انها اختفت، والطريقة الوحيدة لذلك عادة هو توجه البنك الى اتلافها ، وتعويضها بطباعة عملة أخرى)، مؤكدة ان (طباعة وكمية العملة تأخذ مؤشراً تصاعدياً في كل شهر، ونادراً ما تنخفض ، بموجب استمرار الطباعة، مما يزيد من كمية العملات، لكن الاتلاف هو الفعل الأقل حدوثاً عادة)، وتظهر البيانات ان (اكبر انخفاض مسجّل في كمية العملة المحلية منذ 2004 وحتى الان، كان بين شهري تموز وحزيران عام 2014، حيث بلغ الانخفاض تريليوني دينار، وبعدها في شهري تشرين الثاني وكانون الاول عام 2015 بأنخفاض بلغ 1.4 تريليون دينار، وكذلك بين شهري ايار وحزيران عام 2021 بأنخفاض 1.4 تريليون دينار)، واوضحت البيانات ان (الانخفاض الأخير بين الشهرين الاخيرين للعام الماضي ،يأتي كثالث اكبر انخفاض بكمية العملة المطبوعة خلال شهر واحد والبالغة 1.2 تريليون دينار، منذ 20 عاماً)، واكدت ان (ذلك جاء ضمن 6 انخفاضات مشابهة فقط، والبالغة اكثر من تريليون دينار خلال شهر). على صعيد متصل، تواصل النجف حملاتها لدعم الدينار ، في اطار الحفاظ على إستقرار الدولار بالمحافظة، وعدم أستغلاله من قبل أصحاب النفوس الضعيفه. وقال مدير مكافحة الجريمة المنطمة بالمحافظة موسى العيساوي في تصريح امس ان (المديرية باشرت بحملة ، وبالتنسيق مع مديرية أستخبارات و مكافحة أرهاب النجف، و جهاز الأمن الوطني، لمتابعة الأسواق و الوكالات التجارية و محال بيع المواد الغذائية بالجملة، وكذلك معارض السيارات و المجمعات السكنية و شركات السياحه والسفر، وذلك لمحاسبة وايقاف التعامل والتلاعب بعملية بيع وشراء الدولار)، مشيراً الى (محاسبة المخالفين للضوابط و التعليمات الصادرة من البنك المركزي).