الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أصوات تُباع بأبخس الأثمان

بواسطة azzaman

أصوات تُباع بأبخس الأثمان

علي حربوش المسعودي

 

في موسم الانتخابات، تتحول الساحة السياسية في العراق إلى سوقٍ صاخب، لا تُعرض فيه البرامج ولا تُناقش فيه الرؤى، بل تُباع فيه الأصوات، وتُشترى الضمائر، وتُوزع الوعود الكاذبة كما تُوزع المنشورات الدعائية.المرشحون لا يتنافسون على خدمة المواطن، بل يتسابقون على شراء صوته. المال السياسي يتدفق بلا رقيب، والعهود تُنسج من خيوط الكذب، والحكومة المقبلة تُبنى على أساس هش من الفساد والمحسوبية. لا حديث عن الإصلاح، بل عن «كم تدفع؟» و»كم صوتاً تضمن؟».المؤلم أن بعض المواطنين، بدلاً من أن يرفضوا هذه المهزلة، باتوا يبررونها: «شمستفاد؟ خل أبيع صوتي». وكأن الصوت الذي هو أمانة وحق وواجب، أصبح سلعة تُعرض في المزاد، ويُباع بأبخس الأثمان. هذه العقلية لا تضر إلا صاحبها، وتُعيد إنتاج الفساد الذي يشتكي منه الجميع.

اليوم، نشهد حرباً انتخابية لا تُخاض بالأفكار، بل بالأموال والوعود الزائفة. المرشحون يتبارون في الكذب، والناس تُطبل لمن يدفع أكثر، لا لمن يخدم أكثر. وهكذا، تُختزل الديمقراطية إلى صفقة، وتُختطف الإرادة الشعبية من قبل تجار السياسة.لكن السؤال الذي يجب أن يُطرح: إلى متى؟ إلى متى تبقى الأصوات تُباع، والضمائر تُشترى، والمستقبل يُرهن؟ إن التغيير لا يأتي من المرشحين، بل من الناخبين. حين يرفض المواطن بيع صوته، يبدأ الإصلاح الحقيقي.

 

 

 


مشاهدات 48
الكاتب علي حربوش المسعودي
أضيف 2025/11/08 - 1:02 AM
آخر تحديث 2025/11/08 - 6:59 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 185 الشهر 5217 الكلي 12366720
الوقت الآن
السبت 2025/11/8 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير