التنمر والچاكوچ في الخطاب الانتخابي
عباس الجبوري
١-السوق الانتخابي مكتظ بالبضاعة في هذا الموسم ..ونحن في نهايات الصيف ومقدمات خريف الشتاء.. وهذا يعني الكثير للباعة والتجار..حيث يعملون على (عجلة) وتنزيلات للبضاعة الصيفية وبأسعار مغرية(نهاية موسم).. واغراء واستدراج لاسعار البضاعة الشتوية لانها في(بداية موسم)طويل
٢-إكتشف الكثير من المارة والمراقبين في السوق ..أنماطاً من السلع بين الفاسدة والكاسدة والجيدة والقديمة(الپالة) والمزوّرة والحديثة والملونة والمزركشة .. وهناك الكثير على جانبي السوق من دلالين وسماسرة (وتجار جنطة)
وضجيج وعملات عراقية وعربية واجنبية(الدولار والريال والتومان والدينار والدرهم والليرة)..وكلها مقبولة لدى تجار البورصة للجملة والمفرد..
٣-يمكن فرز مجموعة من الخطابات (المتكررة) وهي تدعو لشراء بضاعتها .. وقاسمها المشترك انها (خطاب تنكيل) ببضائع الاخرين..
وتستعمل
(طرق الچواكيج) على رؤوس السامعين والعابرين في مشهد الصداع الذي يزعج المتسوقين ..فيغادروا السوق بسرعة .. وهذا هو مطلب القلقين من طول مكوث المشترين في السوق .. حيث تتم المقارنة بالاسعار والجودة ..وفي ذلك خسران لهم مبين ..
٤-الاسواق الشعبية تختلف عن المجمعات الحديثة (المولات)..في عرض البضاعة والاسعار وطريقة التكييف للطقس داخل المول.. وكذلك (مزاج المشتري)..اذ يتيح المول فرصة اطول للتأمل في السلع والموديلات ومصادرها وكذلك الاسعار..في تراخي يبعث على الارتياح الذي توفره استراحات المول من مطاعم ومقاهي في طوابقها المترفة ..
٥-التكرار..في الصورة والصوت لنفس الباعة يومياً ..دفع المشتري الى الابتعاد عن الدخول في هذه الاسواق.. مما دعا تجار الجملة و(زعماء المفرد)..الى ضخ كل رصيدها في هذا الاستثمار المغامر.. فنزل زعماء القوائم الى (عكاظ) يشعرون وينتقدون ويتنابزون ويتراجمون..(عن بعد) برصاص (قديم )..اعتبرته المفوضية (رصاص طائش) لم تسجله على ذمة التحقيق والادانة..
٦-ماذا تتكلم القوائم… معظمها تتكلم عن ( التاريخ وقصص الزير سالم والقواصم والعواصم)… وبعضها راح يتكلم (ترس حلكه) عن الاحلام والامال والذكاء والخيال )..
فهي بين (التاريخ والاحلام) وكلاهما لم يتحدثا عن الحاضر والشاخص اليومي الذي يملأ العيون..
٧-الاطفال لهم حديث آخر ..حديث المرح واللعب والاكلات السريعة والخفيفة..وهي تتراقص على الجسور وفي المولات والمسابح بشغف البراءة البيضاء..
هؤلاء يريدون ان يتمددوا على خارطة الوطن بسفرات وجولات وتعارف صحي.. واحاديثهم (خالية من الدهون المضرة)..التي تحافظ على الرشاقة والامان ..بعافية مستقرة..
٨-ونحن نقترب من غروب أيام الخطابات.. بدأت الاسواق تنحسر .. ومناطق النفوذ تتحدد .. تتسع هنا وتضيق هناك..
وهناك من ينظر للسوق من بعيد ..فراح يتحسب للخسارة وتقديم خطط جديدة تستوعب الصدمة من ( صاعقة الارقام) التي تضرب لوحة النتائج..
ويبقى الوطن منطقة النفوذ التي يحرص عليها القمر والشمس والنجوم (والخيل والليل والقرطاس والقلم..)لانها كبيرة الشأن والعطاء والأثر..
٩-هل يمكن الاستفادة من هذه الموسم الخطابي؟..يسأل احد الاعلاميين ..فيجيبه احدهم ..يمكن ذلك .. وهي قصة تقع بين الاحتمال والواقع في المنطقة الوسطى (للنوايا) وحافات الانصاف ..وهذه حمولة تحتاج الى ظهر قوي ومستقيم..
١٠-لم يقدم ( الچاكوچ) فناً ولا أدباً ولا ثقافة ولاسياسة.. ولم نسمع منه الا الطرق والطرق الرتيب.. على كل شي..وكذلك حال التنمر الذي لايرتكز الا على نرجسية او مزاجية او تعصب .. وهي علة مزمنة
لقد غابت الايجابية عن سماوات السوق المفتوح وتلبدت المناخات بغيوم وهموم بعضها ثقيل..
١١-أقل المتكلمين هم أصحاب الانجاز..على مر العصور..وفي مختلف العلوم والمهارات ..حتى تحسبهم بلا ألسنة .. في زمن الالسنة الحادة التي تعودت أن (تسلق) الابطال بعد النصر .. وذهاب الخوف وتلاشي التهديد.. وهي تتحين الفرص لبعثرة الحاضر على صحارى الماضي القاحلة الا من الرمال وأصوات الذئاب قبل ان تقتحم وادي الذئاب في ليلة شتاء بلا مطر..