جمهورية فرانك سناترا

لطيف القصاب

 

على الرغم من شغفي المبكر بالقراءة لم تستهوني من صحف أيام زمان سوى جريدة الراصد وجريدة الجمهورية، وفي حين كنت أقرأ الراصد حرفا حرفا هيامًا بها لم يكن يعنيني من الجمهورية إلا صفحتها الأخيرة، فهذه الصفحة على وجه التحديد تشابه إلى حدٍ كبير بعض صفحات الراصد، وفي هذه الصفحة بالذات تعرّفت أول مرّة على شخصية الفنان الأمريكي العظيم (فرانك سناترا) التي ظلّت شخصيته في مخيلتي صورة بلا صوت! وكم وددت لو أحظى يومًا بسماع نبراته، هذه التي نسجت صحيفة الجمهورية في شجوها، ورجوليتها الأساطير...

وقد ذهبت الأعوام بالعشرات من دون أن تتاح لي فرصة سماع فرانك سناترا إلى أن جاء العام 2003، ومعه شاع الإنترنت الذي كان قبل ذلك التاريخ وقفًا على مقاه محددة في العاصمة وبعض المحافظات، ولم أكن مثلي مثل ملايين العراقيين قادرًا على ارتيادها آنذاك...

كانت أوّل أغنية أسمعها لفرانك سناترا هي (خالدتُهُ) : My way

لقد كان العيان أكبر من الخبر فعلا! فمنذ سمعتُها مازلت أسمعها بين الحين والحين...

الأغنية الأسطورة لحنها سهل من حيث البُنية كما يقول أهل الموسيقى لكنه غنيٌّ بالعاطفة، ويتصاعد تدريجيًا ليعكس صورةً عملاقة للإنسان المفعم بساطةً وبطولةً وكرامة، وها أنا أحاول ما وسعني الجهد ترجمة شيءٍ من روحها العظيمة:

My way

بطريقتي أنا

And now, the end is near,

And so I face the final curtain.

الآن:

اقتربت النهاية دعوني أغلق آخر الستائر

My friend, I’ll say it clear,

I’ll state my case, of which I’m certain.

صديقي، سأقولها بوضوح:

سأعرض قضيتي، هذه التي أنا متأكد منها تمامًا...

I’ve lived a life that’s full,

I’ve traveled each and every highway.

لقد عشت ملء الحياة

وقطعت كلّ طريق

And more, much more than this,

I did it my way.

وأكثر من ذلك! أكثر من ذلك...

لقد فعلت كل ذلك بطريقتي أنا...

Regrets, I’ve had a few,

But then again, too few to mention.

نعم، ندمتُ أحيانًا

لكنّ ذلك الندم ليس جديرًا بأن يُذكر...

I did what I had to do,

And saw it through without exemption.

لقد فعلت ما كان يجب عليّ أن أفعله،

وقد أكملت مهمتي حتى النهاية بلا تردد...

For what is a man, what has he got?

If not himself, then he has naught.

وما هو الإنسان، وماذا يُمكن أن يملك،

إذا لم يملك الإنسان نفسه لن يملك شيئًا أبدًا...

To say the things he truly feels,

And not the words of one who kneels.

قل الأشياء بحرية كاملة كما تشعر بها فعلا

لا تقلها بكلمات العبد الذليل...

I planned each charted course,

Each careful step along the byway.

خطّطتُ بعزم لكل طريق سرتُ فيه،

ولكل خطوةٍ مشيتها في دروب هذه الحياة

And more, much more than this,

I did it my way.

وأكثر من ذلك! أكثر من ذلك...

لقد فعلتُ كل شيءٍ بطريقتي أنا

Yes, there were times, I’m sure you knew,

When I bit off more than I could chew.

نعم، كانت هناك أوقات كانت فوق قدرتي، نعم هذا صحيح... 

But through it all, when there was doubt,

I ate it up and spit it out.

لكني تحديتُ هواجسي ومخاوفي ثم مضيتُ

I faced it all, and I stood tall,

And did it my way.

وبرغم كل الهواجس والمخاوف بقيتُ واثقًا من نفسي

وعشتُ حياتي بطريقتي أنا .

I’ve loved, I’ve laughed and cried,

I’ve had my fill, my share of losing.

أنا: طالما أحببتُ، وضحكتُ، وبكيتُ،

ونلتُ نصيبي من الخسائر كما نلتُ نصيبي من الأرباح

And now, as tears subside,

I find it all so amusing.

والآن، وبعدما بردت دموعي

أجد كلّ الذي حدث مثيرًا للابتسام

 

To think I did all that,

And may I say, not in a shy way.

وحين أتأمل أنني فعلتُ كل ذلك،

أقولها الآن من دونما خجل أو تردّد.

Oh no, oh no, not me,

I did it my way.

آه، لم أكن مثل غيري

لقد فعلتُها بطريقتي أنا...

For what is a man, what has he got?

If not himself, then he has naught.

وما هو الإنسان، وماذا يُمكن أن يملك،

إذا لم يملك الإنسان نفسه لن يملك شيئًا أبدًا...

To say the things he truly feels,

And not the words of one who kneels.

قل الأشياء بحرية كاملة كما تشعر بها فعلا

لا تقلها بكلمات العبد الذليل...

The record shows I took the blows,

And did it my way.

تقول السجلات: إنني تلقيتُ الضربات

لكنني نهضت بعدها، ومضيتُ بطريقتي

Yes it was my way

نعم إنها كانت طريقتي أنا..