جمهورية العراق الفاضلة
علي اليساري
الخيال وحده قادر على ان يرسم لوحةً مُزهِرةً بالوانها البراقة للمدينة الفاضلة
هكذا فعل افلاطون طيب الله ثراه بمداد الفيلسوف الاخضر وبريشةٍ استلّها من جناح العنقاء الخرافية
كما فعلها المعلم الثاني الفيلسوف التركي ( الفارابي )
وكلاهما حلّق بجناحي عباس بن فرناس ( الامازيغي )الذي سقط على اسفلت شارع قرطبة فانكسرت رقبته بسبب اهماله اهمية الذيل في عملية الهبوط الاضطراري !
في المدينة الفاضلة ينام الخروف في احضان الذئب قرير العين وابتسامة الموناليزا على شفتيه ! ويدخل ابن آوى الحبّاب مدعواً الى سهرة بيضاء في قن الدجاج ! اما حاكم المدينة الفاضلة فينام ملء جفنيه مبتسماً وحين يستفيق يتناول افطاره مع رعيته تحت سدرة المنتهى في ساحة الطيران!
في المدينة الفاضلة يعانق منجل الفلاح چاكوچ العامل وينامان على وسادة واحدة ! فيها ايضا يتصالح السندان مع مطرقة الحداد ويعزفان فالس الدانوب الازرق ويختضن الافندي عمامة الدين وعگال العشیرة كما يحتضن الدهن الحر دبس التمر الزهدي فيها تختفي القطط السمان والحيتان وآكلو لحوم الفقراء ولا تسمع بهيأة تسمى هيأة النزاهة ! فيها يلغى الترافك لايت لعدم وجود الشحاذين وبائعي الكلينكس وقناني الماء ! فيها يأمن المؤمنون على احذيتهم من السرقة وهم يؤدون صلاة الوحشة !
باختصار شديد اللهجة
كان من الممكن ان يكون العراق جمهورية فاضلة لولا امتناع الكثيرين وتقاعسهم عن التمسك باهداب الفضيلة ورموشها !