لم تُسلب روح الفلسطينيين من غزّة

خالد محسن الروضان

غزة التي أراد لها القدر أن تبقى شعلةً متقدة بالعنفوان والتحدي في مواجهة التحالف الصهيوني–الأميركي، ظلت مثالًا للفداء ونموذجًا للتضحية. فقد جسّد شعبها أسمى معاني المروءة والشجاعة والشهامة، حيث تسامى الموت على الحياة، والفداء على البقاء.

مع اقتراب نهاية العام الثاني على العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي بدأ في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 (عملية «طوفان الأقصى»)، ما زال صمود الفلسطينيين ملحمة تاريخية. فقد ألقت إسرائيل آلاف الأطنان من القنابل والمتفجرات، واستهدفت المدنيين العزّل، وقتلت الأطفال والنساء والشيوخ بلا رحمة. ومع ذلك، تحوّل الألم إلى إرادة، والحصار إلى صمود، والجوع إلى إيمانٍ بأن التضحية سبيل لحياةٍ أرقى.

إن غزة اليوم ترفض المساومة على ترابها المقدس، وتؤكد أن لا تنازل عن شبر واحد من أرضها. لقد أثبت الشعب الفلسطيني مرارًا عبر محطات التاريخ أنه يستحق أن يطمح لتحقيق وحدته الوطنية وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي السياق، تشهد الساحة الدولية حراكًا متسارعًا لعقد مؤتمر دولي يتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، برعاية فرنسا والسعودية ومصر، وبدعم من أكثر من 142 دولة، إضافة إلى فرنسا وبريطانيا وعدد من الدول الأوروبية. هذا التوجه يعزز الأمل في الاعتراف الأوسع بالدولة الفلسطينية، كخطوة على طريق إنهاء الاحتلال ووضع حد لدوامة الدماء.

عاشت فلسطين… والمجد والخلود للشهداء.