ثورة 26 سبتمبر في اليمن
خليل ابراهيم العبيدي
يعد الأمام محمد البدر آخر ملوك الدولة المتوكلية اليمنية ، وهو أمام الطائفة الزيدية التي ترى أنها تعود بعقيدتها إلى الأمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، والدولة المتوكلية قامت في اليمن عام 1918بعد انتهاء النقود العثماني ، وهي تقع في القسم الشمالي من اليمن وعاصمتها صنعاء ، في حين ظل جنوب اليمن خاضعا للنفوذ البريطاني منذ عام 1874( مستعمرة عدن) حتى قيام ثورة اليمن الجنوبي ضد الاستعمار البريطاني في 14 اكتوبر عام 1963.
الحالة العامة .
تعد صنعاء مقرا لحكم المتوكلية اليمنية للفترة من عام 1918 حتى العام 1948 ومن ثم أنتقل الحكم إلى محافظة تعز بعد أن قام الأمام احمد بالانتقال إليها بعد مقتل ابيه الأمام يحي حميد الدين ابان ثورة الدستور عام 1948 ، وكانت الدولة تمر بفترة اضطرابات سياسية ومشاكل اقتصادية ولم تتح للدولة الوليدة الفرصة ببناء أسس الدولة الحديثة وقد عم التخلف الاقتصادي والحضاري بالقياس إلى المناطق المجاورة ، وقد تولى الأمام احمد الحكم بعد وفاة والده الأمام يحي في19 سبتمبر عام 1962 ، ولم يمض اسبوعا واحدا على ولايته حتى قامت الثورة عليه في السادس والعشرين من ذات الشهر بقيادة العقيد عبد الله السلال .
الثورة اليمنية عام 1962. ومبادئها .
عقب فشل ثورة شعبية قامت عام 1955 اخذ عدد من الحركات الوطنية يعد العدة لتفجير ثورة تقتلع الملكية الفاسدة إلى جانبها كان ضباطا في الجيش يعدون هم العدة ايضا لتغيير النظام ، وهكذا قامت الثورة اليمنية في 26 سبتمبر عام 1962 على يد عدد من اؤلئك الضباط القوميين بقيادة العقيد عبد الله السلال معلنة من الإذاعة اليمنية القضاء على حكم الأمام محمد البدر والقضاء على حقبة من التراجع والانقطاع عن المحيط الخارجي ، وقد قام الأمام بالمقاومة لكنه لم يستطيع ففر بعد ذلك الى السعودية ، التي قامت بدورها بمساعدة الأمام ضد الجيش اليمني ، مما دفع بالرئيس عبد الناصر إلى ارسال قوة عسكرية قوامها 30 الف جندي وضابط للدفاع عن الثورة ، وهكذا تحول الصراع من صراع يمني داخلي إلى صراع سعودي مصري استمر حتى العام 1970 . اما في اليمن الجنوبي وعاصمته عدن ، فقد اندلعت الثورة ( ثورة 14 اكتوبر عام 1963 من جبال ردفان ) ضد الوجود البريطاني بقيادة جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل ، حتى تم الانسحاب البريطاني عام 1967..واعلن استقلال البلاد .
الجمهورية العربية اليمنية .
سميت اليمن الشمالية ،، بالجمهورية العربية اليمنية،،، وقد تأثرت نسبيا بعد ثورة سبتمبر بافكار القومية العربية ومبادئ عبد الناصر ، غير أن القيادات التقليدية والولاءات العشائرية ظلت طاغية على المشهد السياسي ، لكن الحياة الاجتماعية قد اصابها الكثير من التغيير باتجاه التقدم الحضاري ، ، وقد شهدت اليمن فرقا شاسعا في الحياة اليومية بين حكم الامامة والجمهورية ، فقد تقدمت الزراعة وتنوعت الصناعة حيث انشئت المصانع ، وتم بمساعدة مصر والدول الأشتراكية بناء المدارس الحديثة وبناء مرافق الانشطة الرياضية ، وغيرها من معالم التغيير ، اما القسم الجنوبي من اليمن فقد اصبح تحت اسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد عام 1967، وكانت اسس الدولة تقوم على المبادئ الأشتراكية العلمية وكانت تحظى بتأييد الاتحاد السوفيتي ومنظومة الدول الأشتراكية ، وتم بناء يمنا جنوبيا حديثا وكان اكثر تقدما في جارته الجمهورية العربية اليمنية ، وظل اليمن الجنوبي منفصلا عن شماله حتى قيام الوحدة بينهما عام 1990. بقيادة العقيد علي عبد الله صالح ، مؤسس اليمن الحديثة الذي أغتاله الحوثيون في 4 ديسمبر عام 2017 بعد أن كان قد تحالف معهم من اجل انقاذ اليمن من ازماته المزمنة......