الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الدولة.. بين قوة القانون وقانون القوة

بواسطة azzaman

الدولة.. بين قوة القانون وقانون القوة

حامد الزيادي

 

إنتهاكات وخروقات ومخالفات وتعديات تطال المصالح العامة والخاصة تهدد السلم الاهلي والنسيج الاجتماعي وتضع هيبة الدولة على المحك عندما ينقلب المواطن على القوانين ويتمرد عليها بسبب عدم الوعي اولا وكذلك تقصير الدولة في واجباتها وتنصلها من مهامها عندما تكيل بمكيالين في توزيع الحقوق والواجبات مما يخلق فوارق وانقسامات ، فالتمرد على القانون الوضعي والالهي هو تعدي صارخ على القوانين والقواعد التي تنظم العلاقات المجتمعية مما يستلزم العقوبة والقصاص لمنع الفوضى والانفلات فغياب الرادع يشجع على التجاوز والتسيب والإهمال ويؤسس لقانون الغاب ويعيدنا للعصور المظلمة التي ساد فيها الخوف والرعب قرون عده حتى أصبح معول لتهديم بنية المجتمع ومصادرة حقوقه المادية والمعنوية ،لأن الشراكة واحدة في أغلب مجالات الحياة، فلا يتحقق ذلك الا بوجود  حكومة الحقوق والواجبات التي توسس لنظام سياسي   يتوافق مع الشريعة السماوية في تنظيم المعاملات والعبادات في القوانين والقرارات الوضعية لتحقيق العدالة الاجتماعية، ويكفينا قدوة الحبيب المصطفى صل الله عليه وآله في تأسيس الدولة المدنية والدستور المدني التي نجح في قيام نظام عالج النزعة العصبية ووحد الكلمة وصان المال العام وتغلب على كل الصعوبات في نشأة هذه الدولة وسط الصحراء القاحلة والقبائل المتناحرة والتهديد الإقليمي بين إمبراطوريتين إستعماريتين، فقد أسس الإدارة المدنية العادلة وبناء علاقات مشتركة مع البلدان على اساس حسن الجوار والاحترام المتبادل لتصبح عنوان سامي ننتمي له ونعتز به ونكون قدوة لغيرنا وامتداد حقيقي لحضارة خالدة خدمة البشرية بالعلوم والمعارف والقوانين والاكتشافات، وامام هذا الإرث الحضاري العظيم يفترض ان يكون لنا حافز ودافع نحو التقدم والرقي والالتزام،لاننا ننتمي لدين ودولة متكاملة ومترابطة هدفها وغايتها ان يكون الإنسان خليفة في الأرض لخدمة البشرية، وبدون مراعاة للوعي والفهم الذي يتجسد بالسلوك السلمي والعلمي والتنموية كي تكون قيم عليا تجعلنا نبادر في ابرام عقد أخلاقي لبناء الدولة الذي يتحلى به المخلصون، اما من غاب عن هذا الفهم وتجرد من ولاءه وانتماءه فلا خيار غير الصرامة لردعه وضبط سلوكه لانه لم يراعي حرمة الشريعة والامتثال للقانون الالهي والوضعي الذي تمثلة إدارة الدولة التي جعلت من الانسان قيمة عليا كما نصت عليه كل الدساتير الوضعية كونه معني بالاحكام الوضعية والألهية كي يحيا بالأمن والأمان والرخاء، وبما ان حالة الوعي تواصلية وتكامل بالشخصية التي تتبع النصائح والإرشادات التي يتحلى بها المواطن الصالح، وامام هذا الفهم والفلسفة الملازمة لسلوكة ننجح في خلق نموذج حي يتحلى بالانضباط والانتظام والتعاون والتخلص من رواسب القبيلة والطائفية والعنصرية التي تراهن عليها قوى الظلام والتخلف المهيمنة على القرار والمستبدة فلا خيار الا بالعودة للوطن والارتماء باحضانه وطلب العفو والصفح منه وتجديد. العهد له بالوفاء والولاء.

 


مشاهدات 688
الكاتب حامد الزيادي
أضيف 2025/09/20 - 3:29 PM
آخر تحديث 2025/09/27 - 5:07 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 177 الشهر 19414 الكلي 12037287
الوقت الآن
السبت 2025/9/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير