التصويت الابيض اختيارٌ ثالث بين مقاطعة الانتخابات، او المشاركة فيها
رواء الجصاني
اعرف، ولذلك استبق فاقول: ان هذه الايجازات ربما تأتي متأخرة في "معمان" الانتخابات البرلمانية العراقية، المشهود لها سلبا وايجابا، المقررة ان تجري بتاريخ 2025.11.11 .. ومع ذلك دعونا "نكتشف" طريقا ثالثا بين طريقي المقاطعة، او المشاركة، ولكليهما ارباب واصحاب، قناعات ومسببات قد نختلف على بعضها او نتفق، وليس ذلك من محاور هذه الايجازات العجول..
والطريق الثالث الذي نعنيه هو الوصول الى صناديق الاقتراع، ولكن بتصويت "ابيض" لو صحت هذه الاستعارة التي نفصلّ لها فنقول انها تعني الادلاء بصوت لا يُحسبُ رقماً صحيحا، اما بسبب خطأ مقصود في ملئ الاستمارة الانتخابية، او برمي تلك الاستمارة في صندوق الاقتراع خالية من اية اشارة او علامة لصالح اي من المرشحين .. وفي ذلك – كما نزعم – تتحقق المشاركة والمقاطعة في آن واحد، مع اظهار ملموس لعدة مواقف، ورؤى ومنها:
1/ التأكيد بان المشاركة في الانتخابات مهمة وطنية، باسلوب ديمقراطي مع كل ما أحاط ويحيط بتلك الممارسة العريقة المعتمدة في مختلف بلدان العالم من انتقاصات، وبرغم كل المؤاخذات عليها، التي يطول الحديث عنها، وتلك ليست بما نحن بصدده الان.. اذ انها – اي الانتخابات - تبقى الى اليوم المؤشر الوحيد، الممكن، والى ماشاء الله، الذي يمكن التعويل عليه ..
2/ ان التصويت "الابيض" محاولة للابتعاد عن مواقف واراء مقاطعين، مترفين، يسعون لخلط الامور من ابراجهم، في مسعى منهم لاثبات وجودٍ ليس الاّ، عبر كتابة بعض والجمل والمصطلحات التي باتت تصحح و"تتأنق" مجانا عبر منصات وسبل الذكاء الاصطناعي..
3/ كما ان ذلك – اي الطريق الثالث، المقترح – يحول دون احتساب المقاطعين من "النائمين" بسبب الكسل او اللامبالاة وما الى ذلك، ويروحون محسوبين بانهم اصحاب رؤى ومواقف..
4/ ولعـلّ "الطريق الثالث - التصويت الابيض " الذي نزعم به ينفي المزايدة في فهم وتمرير رؤية بان المشاركة بالتصويت قناعة بصحة العملية الانتخابية، والاعتراف بخائضيها، وان كان عليهم ما عليهم من وقائع سلبية ثابتة او مزعومة، او مبالغ بها على اقل وصف..
5/ وبلا شك ايضا فأن هذا الاختيار" الوسطي" سيمنع ولحدود بعيدة من احتمالات بيع الاستمارات وبطاقات الاقتراع، وذلك ما يدور ويتسع الحديث عنه، وتكثر المؤشرات بشأنه في الانتخابات العراقية موضع هذه الخلاصات ..
واخيرا وبايجاز سريع اظن بان من المناسب التصريح والاشارة الى ان هذه الايجازات تأتي استثناء بشأن حال عراقية راهنة، تتقاطع الكتابة فيها من موقفي العزوف - ومنذ سنوات، ولقناعات محددة- عن الكتابة حول الشؤون السياسية المباشرة الا بحدود التساؤولات والرؤى العامة.. وما هي – هذه الايجازات سوى رميّ "دلــو" في "معمعان" كما سبق القول ..
--------------------------------------------------* رواء الجصاني:2025.11.7