صحيفة ناجحة
عبد السلام احمد السامر
مع تراجع الصحافة الورقية لصالح الصحافة الرقمية والمواقع الاخبارية الالكترونية وغيرها من مواقع المعلومات الاخرى التي تحاول أن تهبمن على المشهد الاعلامي، بالرغم من كون الاخيرة لم تكن محل صدق لدى اغلب الجمهور لاسيما النخب من المثقفين واصحاب الفكر، إلا أن بعض إدارات الصحف الورقية تسعى الى إثبات حضورها لدى جمهور القراء وجذبهم إليها من خلال مواكبة التطور الفني سواء في مجال الاخراج والطباعة أو المضمون على مستوى الخبر والرأي والتحليل عن طريق استقطاب خبرة كتاب العمود والمقال السياسي، مما يجعلها تتمتع بقدر كبير من المصداقيه والنفوذعند صانع القرار السياسي والفكري وهو ما ينعكس بالايجاب على مكانة الصحافه في نظر قرائها.
ومع هذا تبقى الصحف الورقية على العكس من وسائل الإعلام الاخرى، محكومة بعامل الزمن على مستوى السبق الصحفي والمنابعة المتواصلة لمجربات الاحداث وتطورارها، خصوصا عندما تكون الاحداث ساخنه وتداعياتهتا مستمره؛ لان إدارة الصحيفه مجبره على طباعتها ليلا في أقصى حد لتكون صباحا في متناول يد القارئ.
الا ان إدارة بعض الصحف الناجحة ذات الحضور المتميز كـالزمان، تكون حريصه على ملاحقه تطورات الاحداث وتزويد الجمهور باخر مستجداتها ؛فضلا عن التحليلات الصحفيه الرصينه عنها في سبيل تنوير الرأي العام بها؛ وهذا ما فعلته جريدة الزمان بإصدار طبعه ثانيه في نفس اليوم؛ عندما رأت بأنها لم تستكمل تغطيها لوقائع اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية، من اجل رفد الجمهور باخر المستجدات وأفضل التحليلات بصددها، وتعد هذه تجربة رائدة في عالم الصحافة الورقية العراقية اليوم بعد أن غادرها رجال الصحافة منذ ايام النظام الملكي قبل عام 1958 عندماكان بعض الصحف تصدر بطبعتين صباحية وأخرى َمسائية.