واشنطن ترفع الضغط على بغداد.. أربع فصائل موالية لإيران على قائمة الإرهاب
حيدر صبي
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان رسمي ، إدراج أربع ميليشيات عراقية مرتبطة بإيران على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية .
وتشمل هذه الجماعات " حركة النجباء ، وكتائب سيد الشهداء ، وحركة أنصار الله الأوفياء ، وكتائب الإمام علي " .
وأوضح البيان أن هذه الفصائل كانت قد صُنّفت في وقت سابق كـ ” إرهابيين عالميين مُصنّفين بشكل خاص” وأكد البيان ، أن إيران بوصفها “ أكبر دولة راعية للإرهاب ” ما تزال تقدّم الدعم والتمويل والغطاء لهذه الجماعات التي تورطت في شن هجمات على السفارة الأمريكية في بغداد وقواعد تضم قوات أمريكية وأخرى تابعة للتحالف الدولي .
وأشار البيان إلى أن هذا الإجراء يأتي ضمن سياسة “ الضغط الأقصى” على طهران ، الذي يتماهى مع مذكرة الأمن القومي الرئاسية رقم 2 التي صدرت في عهد الولاية الأولى للرئيس ترمب والهادفة إلى تجفيف مصادر تمويل إيران وحلفائها المسلحين .
وختمت الخارجية بيانها ، بتأكيد التزامها مواصلة استخدام جميع الأدوات المتاحة من أجل حماية المصالح القومية للولايات المتحدة ، وحرمان الجماعات الإرهابية من الموارد التي تمكّنها من تنفيذ أعمالها .
▪️ قراءة تحليلية للبيان
يحمل قرار وزارة الخارجية الأمريكية بتصنيف أربع فصائل عراقية موالية لإيران على لائحة الإرهاب أكثر من دلالة سياسية وأمنية في هذا التوقيت الحساس . فمن الناحية الشكلية يُنظر إلى الخطوة على أنها امتداد لسياسة “ الضغط الأقصى” على طهران ، إذ استند البيان إلى المذكرة الأمنية الرئاسية رقم 2 الصادرة في الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب ، ولمّا يأتي التأكيد بولاية ترمب الثانية معنى هذا أن الإدارة الحالية تواصل البناء على إرث تلك السياسة وبتصميم عالٍ ، على انّ القراءة الأعمق تكشف أن الرسالة موجهة بالدرجة الأولى إلى الداخل العراقي ، فالكيانات التي جرى تصنيفها ليست مجرد تشكيلات مسلّحة تمتهن العمل المسلح فحسب ، بل إن معظمها يملك أذرعاً سياسية مُندكّة في العملية السياسية العراقية ، وتستعد فعلياً للمشاركة في الانتخابات المقبلة ، ما سيشكل تحدياً جدياً للنظام السياسي العراقي برمّته ويضعه على حافة خطر الزوال ، فمن صمم ورعى ودعم وحما العملية السياسية هي الولايات المتحدة الامريكية ، وهي اليوم تعلن أنها تتعامل مع هذه الجماعات كـ” منظمات إرهابية ” بينما الواقع العراقي يضعها في قلب المنافسة الانتخابية ، وربما في شراكة لتشكيل الحكومة القادمة ! .
هذا التناقض يعيد إلى الأذهان تصريحات سابقة للسيناتور الأمريكي ماركو روبيو، الذي شدد بوضوح على أن واشنطن “ لا يمكن أن تتقبلالعمل مع حكومة عراقية تشارك فيها فصائل مسلّحة أو ميليشيات مدعومة من إيران ”. بهذا المعنى فإن بيان الخارجية ليس مجرد إجراء قانوني ، بل هو إنذار مبكر بأن أي حكومة عراقية مقبلة تضم هذه الفصائل ستواجه مأزقًا في شرعيتها الدولية ، على الأقل من وجهة النظر الأمريكية .