الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أرشد الزيباري.. الشيخ والقائد العسكري والوزير

بواسطة azzaman

أرشد الزيباري.. الشيخ والقائد العسكري والوزير

عبدالجبار الجبوري

 

قليلة هي الرجال، التي تسجل علامة فارقة في التأريخ،والوزير والفريق والشيخ ارشد الزيباري، أحد هؤلاء الرجال، الذين تركوا بصمة وطنية عراقية، وسجلاً حافلاً ومضيئاً، وتأريخ لايمحوه تاريخ، ولاتمحوه سنوات ضحلة عاشها بعد الإحتلال، فهو أبرز شيوخ زيبار من أسرة شيوخ، موغلون في المشيخة الكردية، نشأ في بيت الشيوخ، فأخوه الشيخ الوطني البارز عاصف علماً وبيرقاً،وأخوه الشيخ عبدالله له حضور كبير ومؤثر في نينوى، والشيخ ارشد نقش إسماً مضيئاً، فكان شيخاً تحبه كل العشائر العربية والكردية، وحينما آلتحق ضابطاً في الجيش العراقي، كانت له صولات وجولات في كل صفحات، معارك العراق مع أعدائه، تدرّج في الرتب العسكرية فوصل الى رتبة لواء، فكان أكبر من الترب، حتى إختير لمواقفه الوطنية العالية، ووطنيته الإستثنائية، وزيرا للدولة،كرمز عراقي، وظل وزيراً لسنوات طوال، له دوره البارز في الحكومة والعشيرة، حتى حصول الغزو الأمريكي الغاشم للعراق، فلم ينكسر ويرتجف،فصفحته ظلّت بيضاء، وتاريخه مشرّف، حمل حقائبه الى عمان، عاصمة وملاذ العرب، وبقي فيها ماسكاً جمرة الوفاء الوطني للعراق، رغم جميع المغريات، التي حاول الامريكان وحكومات مابعد الاحتلال، أن تغريه، بمناصب علياً، إلاّ أنه تجاهل ورفض بكبرياء العراقي، كل المغريات، لينتقل بعدها الى محافظة السليمانية،ويموت هناك غريباً عن مدينته الموصل، التي يعشقها، ويحبها بكل جوارحه، والتي له فيها مضيف عامر وكبير في منطقة الزهور، صار علامة فارقة لاهل الموصل،فيقولون قرب بيت ارشد الزيباري او خلف بيت ارشد الزيباري، ارشد الزيباري، ليس إسماً عابراً في العراق ونينوى، فهو إبن قضاء عقرة، ظل وفياً لها ولمدينته، التي لم تفارقه يزورها ويلتقي بشيوخها وأهلها ومواطنيها، رجل متواضع، ولكنه صعب المراس، تبدو على محياه قسوة التأريخ، وعنفوان الرجولة، رجل لم تثلمه الملمات، وتكسره وتقهره الظروف، ظلّ وفياً لاهله وعشيرته ووطنه، كورقة بيضاء،لم يدنسها حبر العمالة والخيانة والمناصب والدولارات الرخيصة، ارشد الزيباري، الشيخ والقائد العسكري المحنك والوزير، واجه المحنة بفيض أصالته وصبره وجلده وإنتصر عليها...

سلاماً سلاماً....

للرجال الاوفياء في زمن الرداءة والعمالة والخيانة، ألم أقل لكم رجال التاريخ قلّة قليلة، وأرشد واحد منها.. لروحه الرحمة والطمأنينة والسلام..

 

 


مشاهدات 98
الكاتب عبدالجبار الجبوري
أضيف 2025/08/31 - 2:42 PM
آخر تحديث 2025/09/03 - 5:38 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 629 الشهر 2077 الكلي 11419950
الوقت الآن
الأربعاء 2025/9/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير