ترامب.. إنهاء الحروب بطريقة خاصة

عبد الستار محمد

في عالم السياسة، هناك من يرفع شعار “السلام” لأنه يؤمن به، وهناك من يرفعه لأنه يعرف أنه شعار رابح أمام الجمهور. دونالد ترامب ربما جمع بين الاثنين… لكن بطريقته الخاصة.

منذ أيام حملته الانتخابية الأولى، كرر ترامب وعده بإنهاء “الحروب التي لا تنتهي” التي تورطت فيها أمريكا. لم يكن يتحدث بلغة المثاليين، بل بلغة رجل الأعمال الذي يكره الصفقات الخاسرة. فالحرب، في نظره، ليست فقط نزيفًا للدماء، بل نزيفًا للدولارات، وخصمًا من رصيد قوة أمريكا الاقتصادية.

شعاره الأشهر “أمريكا أولاً” لم يكن مجرد جملة، بل خطة لإعادة الجيش إلى الداخل، وتقليص دور “شرطي العالم”، واستبدال الدبابات باتفاقيات التجارة والضغط الاقتصادي. بالنسبة له، التهديد بالعقوبات أو الرسوم الجمركية قد يكون أحيانًا أكثر فاعلية من إرسال الأساطيل.

لكن طريقة ترامب في “صناعة السلام” لم تكن ناعمة ولا دبلوماسية بالمعنى التقليدي. هو يفضل أسلوب التصعيد أولًا… ثم تقديم الصفقة. فعل ذلك مع كوريا الشمالية، ومع الصين، وحتى مع حلفاء في الناتو. هذه الاستراتيجية جعلته في نظر أنصاره زعيمًا جريئًا يعرف كيف يحمي بلاده، وفي نظر خصومه مغامرًا يلعب بالنار.

هل كان هدفه حقًا إيقاف الحروب، أم إعادة صياغتها لتكون على طريقته؟

ربما الإجابة تكمن في شخصية ترامب نفسه: رجل يحب أن يكون في مركز الحدث، حتى لو كان ذلك عن طريق تحويل الحرب إلى “مفاوضات صاخبة” يخرج منها بصورة البطل الذي عقد الصفقة النهائية.

ترامب لم يَعِد العالم بالسلام بمعناه المثالي، لكنه وعد بأن يجعل الحروب – إن حدثت – مربحة أو قصيرة، والأهم… تحت سيطرته. وهذه، بالنسبة له، صفقة لا بأس بها.