مئات المعزّين يحملون نعش سيد الشهداء لإستذكار واقعة الطف
عشائر كربلاء تحيي المراسم الرمزية الخاصة بدفن الأجساد الطاهرة
كربلاء – محمد فاضل ظاهر
احيا الاف المعزين من ابناء عشيرة اسد٬ والعشائر الاخرى في كربلاء٬ مراسم رمزية لدفن الامام الحسين والشهداء الابرار من ال البيت عليهم السلام. وتشهد مدينة كربلاء تجمع الاف المعزين من ابناء العشائر الاخرى في دفن الاجساد الطاهرة. وقال احد شيوخ قبيلة بني اسد٬ فلاح الاسدي٬ لـ (الزمان) امس ان (ابناء قبيلته يتجمعون في هذا اليوم من محرم الحرام ويشكلون مواكب عزاء ضخمة ليعيدوا للاذهان دفن الاجساد الطاهرة لشهداء يوم عاشوراء في الثالث عشر من محرم من كل عام)٬ مبيناً انه (يعد موكب عزاء بني اسد من اقدم المواكب في المحافظة٬ ويعود تاريخ هذه المراسم عام 61 هجري)٬ وأضاف انه (تشرفت القبيلة بمساعدة الامام السجاد بدفن الاجساد بعد معركة الطف ). مشيراً الى انه (منذ تلك الفترة وحتى يومنا هذا لايزال ابناء القبيلة يواصلون تجديد هذه المراسم لاستذكار هذا الحدث العظيم)٬ بحسب تعبيره٬ وأوضح الاسدي ان (موكب العزاء يتقدمه نعش رمزي خاص لسيد الشهداء٬ تتبعه جموع المعزين٬ كما يتخلل هذا المشهد التشابيه التي تجسد شخصية الامام السجاد٬ يرافقه ابناء القبيلة الذين يحملون الادوات الخاصة بمراسم الدفن من المجارف والفؤوس٬ تشارك الالاف النساء المعزيات اللواتي يخرجن في مواكب ضخمة لتقديم العزاء). وقال الباحث والمؤرخ الكربلائي٬ سعيد رشيد زميزم٬ لـ (الزمان) امس ان (كربلاء تشهد في هذا اليوم احياء مراسم دفن الاجساد الرمزية للامام الحسين واهل بيته واصحابه الذين استشهدوا في واقعة الطف)٬ لافتاً الى ان (هذا العزاء يعود تأريخ تاسيسه في العشرين من القرن الماضي من قبل السيد جودة المحنة٬ بمشاركة مواكب من القبائل والعشائر في كربلاء استذكارا للفاجعة الاليمة انذاك ولحد الان).
ردهات طوارئ
وأضاف زميزم ان (المراسم تشهد مشاركة واسعة من النساء٬ حيث تلطخ رؤوسها بالطين لهذا المصاب الأليم). من جهتها هيأت صحة كربلاء٬ ردهات الطوارئ ومركبات الإسعاف٬ استعدادا لمواكب عزاء بني اسد. وقال مدير عام دائرة صحة المحافظة٬ صباح الموسوي٬ في تصريح امس ان (التجهيزات جاءت لتقديم الخدمات الصحية للمشاركين في موكب االعزاء٬ الذي يقام سنويا في هذا اليوم).
لافتاً الى (تحضير ردهات الطوارئ في المدينة الطبية ومستشفى السفير الجراحي٬ ومركز المدينة القديمة٬ فضلاً عن تزويدها بالادوية والمستلزمات الطبية للحالات الطارئة)٬ وأوضح الموسوي ان (الدائرة باشرت بتوزيع مركبات الاسعاف بدءا من نقطة انطلاق الموكب منطقة باب طويريج٬ كما تم تخصيص مركبات مرافقة للموكب طيلة المسيرة مع نشر سيارات الاسعاف داخل مركز المحافظة٬ لضمان سرعة الاستجابة للحالات الطارئة). وأحيا ملايين الوافدين من داخل العراق وخارجه مراسم زيارة عاشوراء في كربلاء، وسط أجواء روحانية اتسمت بالحزن والتضرع، مستذكرين استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأنصاره. وشهدت المدينة خلال الأيام الماضية إجراءات أمنية وخدمية مشددة٬ لتأمين انسيابية حركة الزائرين وتقديم الخدمات لهم، فيما باشرت الجهات المعنية رفع السرادقات وتنظيف الطرق بعد انتهاء الزيارة وعودة الزائرين إلى محافظاتهم. وأعلنت وزارة الداخلية٬ عن نجاح الخطة الامنية الخاصة بزيارة العاشر من محرم الحرام.
خطة امنية
واكد الناطق الرسمي للوزارة٬ مقداد ميري٬ نجاح الخطة الامنية الخاصة للزيارة٬ دون حدوث اية خروقات امنية. وقال ميري خلال مؤتمر صحفي عقد على قاعة قيادة العمليات٬ حضرته (الزمان) انه (تم نجاح الخطة الامنية وفق ماهو مخطط لها٬ وتميزت بجهد امني واستخباراتي عالي المستوى٬ مع مراقبة القواطع بالكاميرات على مدار الساعة)٬ مبيناً انه (بفضل الجهود الامنية والتعاون الكبير للعتبات والمحافظة٬ تم انجاح هذه الزيارة)٬ واعرب ميري عن (شكره وتقديره للوزارات الساندة٬ والمواكب الخدمية والهيئات والمؤسسات الاعلامية والدوائر الخدمية التي عززت الجهد الأمني٬ فضلاً عن تعاون المواطنين مع الاجهزة الامنية في انجاح مراسم عاشوراء).