الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
بنادق للإيجار ودم عراقي مهدور

بواسطة azzaman

بنادق للإيجار ودم عراقي مهدور

حسين باجي الغزي

 

اصبت والصدمة والالم لما عرضته قناه فضائية من شهادات حيه لناجين من مهزله الذهاب للتطوع للقتال مع القوات الروسية ضد اوكرانيا. فهم بنادق للايجار ،ودم مهدور في الحرب الروسية الاوكرانية

ففي السنوات الأخيرة، ومع اشتداد الأزمات الاقتصادية وتفاقم البطالة وانسداد الأفق أمام آلاف الشباب العراقيين، برزت ظاهرة خطيرة يمكن تسميتها بـ “موسم الهجرة إلى روسيا”، حيث اندفع عدد من العراقيين، بدافع الحاجة أو الوهم، إلى التطوع للقتال إلى جانب الجيش الروسي في حربه ضد أوكرانيا، بحثًا عن المال أو الإقامة أو وعود بحياة أفضل، لتنتهي رحلتهم غالبًا بمآسٍ إنسانية قاسية.

هؤلاء الشباب لم يذهبوا بدافع أيديولوجي واضح، ولا انتماء سياسي راسخ، بل حملتهم الظروف المعيشية القاسية، والبطالة، وغياب العدالة الاجتماعية، إضافة إلى حملات استقطاب منظمة اعتمدت على الإغراءات والوعود الكاذبة. وعود برواتب عالية، ومعاملة إنسانية، وجنسية محتملة، لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا.

ما إن يصل المتطوع العراقي إلى هناك حتى يبدأ فصل جديد من المعاناة. إذ يتعرض الكثير منهم إلى الاضطهاد والتنكيل وسوء المعاملة، ويتم الزج بهم في الخطوط الأمامية دون تدريب كافٍ، أو تجهيز مناسب، وكأنهم وقود حرب لا قيمة له. تُصادر جوازاتهم، وتُقطع وسائل التواصل عنهم، ليجدوا أنفسهم محاصرين بالخوف والعزلة والموت.

التقارير والشهادات التي تسربت من بعض الناجين أو عائلات الضحايا تكشف عن حالات قتل غامضة، وإعدامات ميدانية، واستهتار صارخ بحياة المتطوعين الأجانب، لا سيما العراقيين، الذين يُنظر إليهم كمرتزقة يمكن الاستغناء عنهم بسهولة. أما الوعود التي قُطعت لهم، فقد تبيّن أنها لم تكن سوى ضحك على الذقون واستغلال فاضح لحاجتهم وضعفهم.الأكثر إيلامًا أن كثيرًا من هؤلاء ذهبوا دون علم عائلاتهم بحقيقة ما ينتظرهم، لتتحول بيوت عراقية كثيرة إلى بيوت حداد، أو انتظار طويل بلا خبر ولا جثمان. فلا دولة ترعى، ولا جهة تحاسب، ولا قانون يحمي، في ظل صمت رسمي، وتجاهل دولي لمعاناة هؤلاء المقاتلين المنسيين.إن موسم الهجرة إلى روسيا ليس مجرد عنوان، بل هو مرآة تعكس فشلًا داخليًا عميقًا في حماية الشباب وتوفير فرص العيش الكريم لهم داخل وطنهم. وهو جرس إنذار خطير بأن استمرار الأزمات دون حلول حقيقية سيدفع المزيد من العراقيين إلى طرق مظلمة، حيث لا كرامة ولا أمان، بل حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.ختامًا، تبقى هذه الظاهرة جرحًا مفتوحًا في الجسد العراقي، تستدعي وقفة جادة من الدولة والمجتمع، لكشف شبكات الاستقطاب، وتحذير الشباب من الوقوع في هذا الفخ الدموي، والعمل على معالجة الأسباب الحقيقية التي تدفعهم إلى الهجرة نحو الموت بدل البقاء في وطن يستحق الحياة.

 

 

 

 


مشاهدات 119
الكاتب حسين باجي الغزي
أضيف 2025/12/30 - 12:59 AM
آخر تحديث 2025/12/30 - 2:20 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 106 الشهر 22221 الكلي 13006126
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/12/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير