الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إذا نسي العراقيون ظلم صدام ورجالاته فقد يتكرر

بواسطة azzaman

إذا نسي العراقيون ظلم صدام ورجالاته فقد يتكرر

وليد عبدالحسين

 

كتبتُ عنوان مقالي اقتباسًا من مقولة للكاتب والروائي الكيني (واثيونغو) متحدثًا عن طاغية بلاده (آراب موي) في حواره المترجم والمنشور في جريدة طريق الشعب عدد (22) بتاريخ (25 / 9 / 2025) بأن «إذا نسي الكينيون تاريخ سنوات حكم موي الإرهابي، فقد يحكم عليهم بتكراره، قد يحمل موي التالي اسمًا آخر».

وهذه الحكمة الكينية تستحق أن توضع في كل شارع في العراق بدلًا من صور كثير من القادة الذين أخذوا يقلدون صدام الطاغية حينما ملأ شوارع العراقيين بصوره وتماثيله، ومجرد أن سقط نظامه زالت برمشة عين!هذا جوهر حواري مع أخي الكبير أبي زين عند زيارتنا مدينة النجف الأشرف هذا الأسبوع حيث قبر أمير المؤمنين عليه السلام وقبر والدنا، فقد كنا نتساءل معًا عند وقوفنا في ساحة وقوف سيارات بالقرب من مرقد أمير المؤمنين، ونحن نشاهد بناية كبيرة مهدمة، قيل لنا إنها كانت تابعة لأمن صدام قبل 2003، وبالتالي شهدت جزءًا كبيرًا من ظلمه وطغيانه ولرجالات النجف الثائرين ضد نظامه بالطبع ذكريات ومواقف وقصص وغصص!في هذه المرة وجدنا آليات إزالة الأبنية والمشيدات قد جعلت هذه البناية الأمنية ساحة صلدة لأن مستثمرًا أخذها بعقد من الدولة وسيشيد عليها بناية ما!وهكذا ستنسى أجيال ما بعد 2003 هذا التاريخ الإجرامي بزوال معالمه الأثرية، والتلاعب بوثائق ظلمه بالبرامج الذكية، وتحريف الوقائع من خلال إعلام محترف وشخصيات متفَنّنة، ويخرج علينا مؤرخ أو عالم آثار بعد سنوات ويقول: لو كان ما يتحدث به وينشره البعض عن ظلم صدام، فأين آثاره إذن!هذا يقودنا إلى تكملة مقولة واثيونغو: «قد يحمل موي التالي اسمًا آخر»، فتوثيق جرائم نظام صدام وإدانتها وتعريف الأجيال التي لم تعاصره بها، لا ينبغي أن يكون سببًا لتناسي جرائم من يأتي بعده فقد يكون صدام أيضًا ولكنه يحمل اسمًا آخر!عن جد، أشاطر واثيونغو مخاوفه من أن نبتلى بصداميين آخرين كما يخشى هو من أن يعود إلى بلاده موي آخر!

محام

 

 


مشاهدات 49
الكاتب وليد عبدالحسين
أضيف 2025/12/30 - 12:04 AM
آخر تحديث 2025/12/30 - 1:38 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 80 الشهر 22195 الكلي 13006100
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/12/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير