بزشكيان: ضغوط أمريكا وإسرائيل والغرب تهدّد الإستقرار بإيران

وساطة عراقية لإحياء المفاوضات بين واشنطن وطهران في بغداد

بغداد – قصي منذر 

يجري العراق، مساع حثيثة لإحياء المفاوضات بين واشنطن وطهران، وذلك من خلال استثمار العلاقات مع إيران وترتيب لقاء ثنائي بين الطرفين لاستئناف الحوار المباشر في بغداد. وقال رئيس حكومة تصريف الاعمال محمد شياع السوداني في تصريح متلفز أمس (تقوم الحكومة العراقية بمسعى مهم لترتيب لقاء ثنائي بين طهران وواشنطن في بغداد لاستئناف الحوار بين الطرفين)، وتابع (طرحنا على المبعوث الأمريكي توم براك، استثمار علاقتنا مع إيران من أجل استئناف التفاوض الإيراني الأمريكي)، مؤكداً إن (الطرفين الأمريكي والإيراني لا يرفضان استئناف الحوار، لكن لكل منهما محددات)، مبيناً إن (غالبية قوى الاطار التنسيقي، حريصة على انتاج حكومة قوية تواجه التحديات المستقبلية، ومازلنا في مكاننا نراوح دون حسم لاختيار رئيس الوزراء، ولهذا قدمنا مبادرة لتحريك الجمود بصفتنا كتلة أساسية في التنسيقي)،  وأشار السوداني إلى إن (أساس مبادرتنا، هو التوافق لاختيار رئيس الوزراء، ووضع معايير واضحة لكي نسهل الاختيار والوصول الى تسمية المكلف بتشكيل الحكومة، وان يحظى بثقة الشعب وان يمتلك تجربة تنفيذية ناجحة، وبرنامجاً لمواجهة التحديات)، وشدد على القول إن (المقبولية الوطنية هي شرط اساسي لتكليف المرشح بتشكيل الحكومة، ورئيس الوزراء هو لكل العراقيين، وطرحنا الذهاب الى الأوزان الانتخابية للكتل، وعلى أساسه يتم الاختيار، وعلى المرشحين أن يبادروا الى عقد لقاءات ثنائية مع قادة الاطار)، واستطرد بالقول إن (التنسيقي هو من يتحمل مسؤولية الاختيار للمكلف بتشكيل الحكومة)، ولفت إلى إن (حصر السلاح ليس طلباً أمريكياً بل هو قرار عراقي في البرنامج الحكومي الذي قدمته وصوت عليه مجلس النواب)، مضيفاً (كان أحد شروطي أنني لا أقبل أن أكون رئيس حكومة وأبقى متفرجاً على قصف السفارات والمعسكرات)، كاشفاً عن إن (الفصائل العراقية أمامها إمّا الانخراط في المؤسسات الأمنية أو الذهاب في المسار السياسي).

حصر السلاح

 وكانت بعض الفصائل المسلحة، أعلنت مؤخراً، موافقتها على الدعوة لحصر السلاح بيد الدولة. وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قد أكد في أوقات سابقة إن بلاده لن تعود إلى المفاوضات ما دامت أمريكا تقدم مطالب وصفها بـغير المعقولة والمبالغ فيها. وخاضت طهران وواشنطن، خمس جولات من المفاوضات النووية غير المباشرة، فيما كان الجانب الإيراني يستعد للجولة السادسة، شنت إسرائيل بشكل مباغت حرباً جوية استمرت 12 يوماً في حزيران الماضي، ثم شاركت فيها الولايات المتحدة قاصفة منشآت نووية إيرانية. فيما أشار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إلى إن بلاده تواجه حربا شاملة تشنّها الولايات المتحدة وأوربا وإسرائيل، بعد مرور ستة أشهر على الضربات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية. وقال بزشكيان في تصريح أمس (برأيي، نحن في حرب شاملة بمواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل وأوربا، لا يريدون لبلدنا أن يكون واقفا)، وأضاف إن (هذه الحرب أسوأ من تلك التي شنّها العراق ضدنا، وعند التدقيق، يتّضح أنها أكثر تعقيدا وصعوبة بكثير). وتتّهم الولايات المتحدة والقوى الغربية، إيران بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي وتعمل على منعها من ذلك، في حين تنفي طهران باستمرار هذه الاتهامات. ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إحياء ما يُسمّى سياسة الضغط الأقصى، التي بدأها خلال ولايته الأولى ضد إيران.

وتمثلت تلك السياسة بفرض عقوبات إضافية تهدف إلى شلّ اقتصاد الجمهورية الإسلامية وتجفيف عائداتها النفطية من المبيعات في السوق العالمية.