حميد يتحدث للمرة الأولى بتفاصيل مثيرة عن مشواره: مشاركتي بكأس العالم الأبرز في مسيرتي الكروية
بغداد- نصير الزيدي
في أول حوار من نوعه مع صحيفة (الزمان)، يفتح الكابتن رحيم حميد قلبه، مستعيدًا محطات من مسيرته الذهبية، سواء في الملاعب كلاعب دولي شارك في كأس العالم 1986، أو كمساعد مدرب بارز رافق المنتخب العراقي في أكثر من مرحلة مفصلية. حديثٌ ملهم يضيء على جوانب خفية من مشواره، ورؤية صريحة لمستقبل الكرة العراقية.
بدايةً، حدثنا عن انطلاقتك في عالم كرة القدم.. من أين بدأت الرحلة؟
- البداية كانت من الفرق الشعبية، وتحديدًا مع فريق نجوم الثورة، وكان شقيقي مجيد حميد هو مدرب الفريق. لعبت إلى جانب عدد من اللاعبين المميزين، أبرزهم كريم صدام. بعدها انتقلت إلى نادي الزوراء، حيث تشرفت باللعب مع كوكبة من نجوم العراق: جلال عبد الرحمن، عادل خضير، إبراهيم علي، علي حسين بطرس، عدنان درجال، فتاح محمد، حازم جسام، فلاح حسن، ثامر يوسف، علي كاظم، تحت قيادة المدرب الكبير أنور جسام. في الموسم الثاني، انتقلت إلى الطلبة، وبدأت الرحلة مع الكابتن خلف حسن ثم عمو بابا، وفزنا بالدوري مرتين، وبعدها أكمل أكرم سلمان المشوار. قضيت 4 سنوات مع الطلبة، ثم انتقلت إلى نادي الجيش بعد تخرجي من الكلية، وحققت معهم الدوري وعدة بطولات خارجية، كما تُوجت هدافًا للدوري العراقي ثلاث مرات.
ما اللحظة التي تعتبرها الأبرز في مسيرتك كلاعب مع المنتخب الوطني؟
- دعوتي لأول مرة لتمثيل المنتخب الوطني في أولمبياد لوس أنجلوس مع عمو بابا كانت لحظة استثنائية، ثم جاءت مشاركتي في كأس العالم 1986 مع المدرب إيفرسون، وهي من الذكريات التي أعتز بها كثيرًا.
كيف كانت تجربتك في كأس العالم 1986؟ وماذا تعني لك المشاركة في هذا الحدث التاريخي؟
- هي أجمل محطة في حياة أي لاعب كرة قدم. مشاركتي في هذا الحدث العالمي تظل محفورة في الذاكرة بكل فخر. ما زلنا نأمل أن ينجح منتخبنا في تكرار هذا الإنجاز.
صعيد محلي
من اللاعبين الذين أثّروا فيك خلال مسيرتك؟ ومن كنت تعتبره قدوة لك داخل الملعب؟
- كنت أعشق اللاعب الإنكليزي كيفن كيغان، والهداف الألماني غيرد مولر. أما على الصعيد المحلي، فكنت أتابع وأتأثر كثيرًا بـ فلاح حسن وحسين سعيد.
كنت من أبرز الهدافين في الدوري العراقي.. ما سرّ تميزك أمام المرمى؟
- تعلمت ذلك من الفرق الشعبية، حيث تدربت على الهدوء داخل منطقة الجزاء، واستغلال الفرص بسرعة. التركيز والحس التهديفي كانا سلاحي الدائم.
متى بدأت تفكر في دخول عالم التدريب؟ وهل كان القرار سهلاً؟
- بعد قراري اعتزال اللعب، عرض عليّ المدرب الكبير عامر جميل العمل معه في التدريب. وبعد أسبوعين فقط، شعرت برغبة قوية في تطوير نفسي في هذا المجال.
كيف تقيم تجربتك كمساعد مدرب للمنتخب الوطني في أكثر من مرحلة؟
- تجربة ناجحة بكل المقاييس. تعاقب المدربين على المنتخب، ورغبة الجميع في وجودي ضمن الطاقم الفني، دليل على الثقة والنجاح الذي حققته، واكتسبت خبرة كبيرة من تلك المحطات.
عملت مع أسماء تدريبية كبيرة مثل أدفوكات وكاتانيتش.. ماذا تعلمت من كل واحد منهم؟
- لكل مدرب أسلوبه الخاص، لكن ما يجمعهم هو الانضباط والنظام.
أدفوكات كان يعتمد على تكتيك يتطلب لاعبين ذوي مهارات عالية، خاصة في مراكز الأجنحة، أما كاتانيتش فكان أكثر واقعية، ويُكيّف خططه مع نوعية اللاعبين المتوفرين.
هل تجد نفسك قريبًا من أسلوب المدرسة الأوروبية أم اللاتينية في التدريب؟
- أميل أكثر إلى المدرسة الأوروبية، لأنها أكثر تطورًا، وتعتمد على تنظيم واضح في الدفاع والهجوم، بمشاركة أكبر عدد من اللاعبين.
ما هي أهم التحديات التي تواجه المدرب العراقي اليوم؟
- قلة المتابعة للتطورات الحديثة بسبب انشغال المدرب بالمباريات على مدار السنة، وعدم وجود فرص كافية لدورات تدريبية حديثة أو معايشات خارجية.
كيف ترى واقع الكرة العراقية حاليًا؟ هل نحن على الطريق الصحيح؟
- للأسف، هناك نقص حاد في الملاعب، خاصة للفئات السنية، وغياب البنية التحتية الصحيحة. ملاعب النجيل الصناعي المتعبة لا تساعد على تطوير اللاعب. يجب فرض شروط على الأندية لإنشاء ملاعب تدريب خاصة بالفئات العمرية.
هل تعتقد أن المواهب الجديدة تحظى بالاهتمام الكافي؟
- لا، المواهب قليلة أصلًا، ومع ذلك لا تحظى بالاهتمام الكافي. نادرًا ما نرى لاعبين شباب يشاركون في دوري نجوم العراق.
ما رأيك بأداء المنتخب في السنوات الأخيرة؟ وما الذي ينقصه؟
- مع المدرب كاساس، لم يكن هناك استقرار أو أسلوب لعب واضح، وهو ما أفقدنا فرصة التأهل المباشر لكأس العالم رغم ضعف المجموعة. لكن مع أرنولد، ما زالت الفرصة قائمة.
ما تقييمك لتجربة المدرب المحلي مقارنة بالأجنبي؟
فرص حقيقية
- المدرب المحلي يملك الكفاءة، لكنه يحتاج إلى دعم وفرص حقيقية للعمل في أجواء احترافية ومنظمة، بعيدًا عن الضغوط والتدخلات.
هل تفكر في خوض تجربة التدريب كمدير فني أول؟ ولماذا لم تحصل على الفرصة؟
- بالتأكيد. لدي خبرة تتجاوز 20 عامًا في تدريب المنتخبات، لكن الغريب أن البعض لا يزال يعتقد أنني لا أمتلك التجربة الكافية فقط لأنني لم أدرب نادٍ محلي. أملك الكثير لتطوير أي فريق، بشرط توفير بيئة النجاح.
ما المشروع الذي تحلم بتحقيقه؟
إنشاء معهد لتطوير مدربي كرة القدم، باستقطاب مدربين عالميــــــين أو محاضرين معتمدين لتأهيل مدربينا، خصوصًا من فئة الشباب.
ما النصيحة التي تقدمها للاعبين الشباب؟
-الانضــــــــــباط، الصبر، والتعلم المستمر. تمثيل المنـــــــــــــتخب حلم يستحق التــــــــــــضحية والجديــــة في التدريب.
كيف تقضي
وقتك
خارج المـــــــستطيل الأخضر؟
- مع العائلة. أقضي أغلب وقتي في البيت، وأسعى لتوفير حياة كريمة لهم. لكني لا أنفك أتابع كرة القدم باستمرار، وأسعى للتعلم من كل مدرسة تدريبية جديدة. في الختام، شكرًا للكابتن رحيم حميد على هذا الحوار الصريح والمميز، الذي يعكس شخصية رياضية مخلصة، لم تبخل على الكرة العراقية بجهد أو عطاء.