الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إلى معشوقتي البصرة

بواسطة azzaman

إلى معشوقتي البصرة

حيدر عبدالجبار البطاط

 

أكتب إليكِ لا كمن يكتب رسالة حبٍ عابرة بل كمن يكتب وصيته الأخيرة على جدران قلبٍ مكسور. أكتب إليكِ يا بصرتي يا مدينة العطر والنفط والدموع وقد صار ماؤكِ زُعافًا وهواؤكِ لُعاب سمٍّ لا يُطاق. أكتب إليكِ وقد خطفوا نهريكِ ودنسوا نخيلكِ ووزعوا ثروتكِ في أسواق النهب والمناصب وتركوكِ مجروحة مقيدة تبكين بصمتٍ تحت ظلال الخراب.

هل تتذكرين يا بصرتي؟ كنا نغسل وجوهنا بنهركِ ونحلم تحت قمر الخليج ونركض خلف مواسم الخير. أما الآن فالوجوه مغبرة والأحلام مخنوقة والمواسم سُرقت مع الأمل.

كيف أحتمل أن أراكِ منهكة يستوطنكِ الفقر كل ليلة ويدوسكِ التمييز الطبقي بلا رحمة؟

هم هناك المتخمون بالحرام يتصارخون على غنائمكِ كالغربان.

وأنتِ وأهلكِ الطيبون تنامون على وسائد من الحسرات وتستيقظون على أنين المظلومين.

بصرتي… لا أملك لكِ إلا قلبي ولا أقدر على خلاصكِ إلا بكلماتي

لكن أقسم أني ما حييت سأبقى عاشقكِ حارس وجعكِ وصوتكِ حين يصمت الجميع.

أعدكِ… أن لا أكون متفرجًا على جراحكِ بل سهمًا في صدر من أهانكِ وقلمًا يكشف كل من باعكِ وصرخةً في وجه كل خائنٍ لوطنٍ كان اسمه: البصرة.

لكِ حبي… ودمعي… ووعدي. ابنكِ العاشق

 

 


مشاهدات 105
الكاتب حيدر عبدالجبار البطاط
أضيف 2025/07/28 - 2:59 AM
آخر تحديث 2025/07/28 - 7:43 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 302 الشهر 18663 الكلي 11172275
الوقت الآن
الإثنين 2025/7/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير