نعمة لا تُقدّر بثمن
ثامر محمود مراد
في عالم يتغير بسرعة، وتتشابك فيه العلاقات والمصالح، تصبح القدرة على الاعتماد على النفس نعمة لا تُقدّر بثمن. حين يجد الإنسان توازنه الداخلي، ويصل إلى مرحلة من الرضا عن ذاته، تتغيّر نظرته للعالم من حوله. لم يعد يحتاج إلى الآخرين ليشعر بالكمال، بل يصبح وجودهم إضافة جميلة، لا ضرورة مُلحّة.الاكتفاء الذاتي لا يعني الانعزال أو البرود العاطفي، بل هو وعي ناضج بأن السعادة لا تُعطى من الخارج، بل تُبنى من الداخل. من يدرك ذلك، يتحرر من التعلّق المُرهق، ومن القلق المرتبط بالخسارة أو التغيّر.
يصبح أقوى في علاقاته، وأكثر هدوءًا في قراراته، لأنه لا ينتظر من أحد أن يملأ فراغًا أو يسدّ نقصًا.
وعندما يعيش الإنسان هذا الشعور، يصبح أكثر تسامحًا، وأقل تذمرًا. يقدّر من حوله، لكن لا يتكئ عليهم. يستمتع بصحبتهم، دون أن يخشى غيابهم. وهنا يكمن الجمال الحقيقي: في أن تكون مكتملًا بذاتك، فتجعل من العلاقات مساحة للمشاركة، لا للحاجة.