أمريكيا وإيران وضحايا المذبح
محمد حميد رشيد
اعتبر دونالد ترامب الجمعة (28 آذار/مارس 2025) أن «أموراً سيئة» ستحصل لإيران إذا اخفقت في التوصل إلى «اتفاق» حول «برنامجها النووي»، وذلك غداة إعلان طهران أنها ردت رسمياً على رسالة الرئيس الأمريكي التي دعا فيها إلى إجراء مفاوضات. وقال ترامب للصحافيين في المكتب البيضوي «أفضل إلى حد بعيد أن نتوصل إلى حل مع ايران. ولكن إن لم نتوصل إلى حل، فان «أموراً سيئة» ستحصل لإيران»
هذا التهديد سبقه وأقترن به تحشيد الهجومي أمريكي هائل في الشرق الأوسط وفي الخليج والمنطقة العربية غايته ورسالته الاولى لإيران أنها في حالة رفض (عرض ترامب للتفاوض) فإنها يمكن أن تتعرض للتدمير الشامل الواسع (وليس طائرات الشبح التي يأتي دورها في المعركة بعد الصواريخ الذكية ارض أرض التي يمكن ان تطلق من السفن الراسية في [قاعدة «دييغو غارسيا» التي تُعتبر موقعًا استراتيجيًا مهمًا للولايات المتحدة، ولكن المعلومات الدقيقة حول أنواع صواريخ أرض-أرض الموجودة هناك ليست متاحة بشكل علني. بشكل عام، الولايات المتحدة تمتلك ترسانة متنوعة من صواريخ أرض-أرض، مثل:
1. الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBMs) : مثل «مينيوتمان 3»، التي تُعتبر جزءًا من الثالوث النووي الأمريكي.
2. صواريخ كروز : مثل «توماهوك»، التي تُستخدم لضرب أهداف بعيدة بدقة عالية.
قاذفات نووية
هذا طبعاً إضافة إلى القاذفات الاستراتيجية ومنها القاذفات النووية إضافة الى الطائرات المسيرة والسفن الحربية المجهزة بأعقد واخطر الصواريخ الاستراتيجية و(قاعدة غارسيا) تلعب دوراً رئيسيا في تعزيز الهيمنة الامريكية في المحيط الهندي والصين والشرق الاوسط ؛ وغارسيا ليس لوحدها فهناك حاملات الطائرات والمدمرات النووية العملاقة في الخليج والمحيط الهندي والبحر الابيض إضافة الى القواعد الامريكية المنتشرة في الشرق الاوسط واهم هذه القواعد :
1. . قاعدة العديد الجوية (قطر) : تُعتبر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، وتستضيف القيادة المركزية الأمريكية.
2. . قاعدة إنجرليك الجوية (تركيا) : تُستخدم من قبل القوات الأمريكية وحلف الناتو، وتلعب دورًا رئيسيًا في العمليات العسكرية في المنطقة.
3. . قاعدة الظفرة الجوية (الإمارات) : تُستخدم من قبل القوات الأمريكية والبريطانية، وتُعتبر مركزًا مهمًا للعمليات الجوية.
4. . قاعدة دييغو غارسيا (المحيط الهندي) : تُستخدم لدعم العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط وآسيا.
5. . قاعدة الأمير سلطان الجوية (السعودية) : تُستخدم من قبل القوات الأمريكية لدعم العمليات في المنطقة.
6. . قاعدة سيغونيلا (إيطاليا) : تُعتبر نقطة انطلاق للعمليات العسكرية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
كل هذا وما خفي في الداخل الايراني كان أعظم أضف الى هذا وذاك الحرب الاقتصادية المستعرة على إيران !
كل هذا يحتم على إيران الرضوخ السياسي لعرض التفاوض الذي قد ينقذ إيران من الدمار الشامل الذي لا تريده بل ليس أمام إيران غير الذهاب الفوري إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية لذا ستعمل إيران كل قوتها وأوراقها التفاوضية وستكون سخية جداً في تقديم الضحايا على مذبح السياسة الايرانية ومن أجل المصالح الوطنية الإيرانية التي لا تعلوا عليها أي مصلحة اخرى
وطبعاً لا ترامب ولا امريكا تريد الحرب المباشرة مع إيران لعدة اعتبارات أمريكية (كلف الحرب مع إيران والحاجة لإيران كورقة توازن في الشرق الأوسط)
ونجاح إيران في الخروج من التفاوض بحلول سلمية وتقديم الحوثيين وكل أذرعتها في الشرق الأوسط والعالم لتكن في خدمة الولايات المتحدة الأمريكية وطبعا إضافة الى الورقة النووية التي ستتنازل عنها جملة وتفصيلاً والاكتفاء بما ستقدمه لها امريكيا من محطات كهربائية نووية وما ستسمح لها بالاستخدامات الطبية إضافة الى معاهدة امنية أو معاهدة صداقة ورفع العقوبات والحصار الأقتصادي •
القومية الفارسية
وهنا ستتنحى إيران الثورة لإيران الدولة وستتنحى العقيدة الطائفية أمام القومية الفارسية وستأجل إيران مهمتها في حماية شيعة العالم وتتقدم حماية الدولة الإيرانية ومصالحها ولن يكون هناك خيار امام الإمام والمرجع والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية ولي أمر المسلمين غير أن يمضي خيار الدولة لأن المواجهة العسكرية مع أمريكيا في هذا الوقت سيجعله يفقد الدولة والثورة معاً خصوصاً أن الأذرع الإيرانية في المنطقة بدأت تقطع واحدة بعد الأخرى والتي كان يعول عليها في مواجهة الشيطان الأكبر وقوى الشر العالمية!
ولن تنفجر المنطقة أبداً كما يتوقع (قاليباف رئيس البرلمان الإيراني) «إذا تعرض الأمريكيون لحرمة إيران فسيكون ذلك مثل شرارة في مستودع بارود قد تفجر المنطقة بأكملها». وستراجع إيران سياستها ولن تعتمد على سلاح المليشيات ولا على التأجيج الطائفي فإذا نفعهم ذلك في منطقة ما فانه سيأجج العالم الإسلامي ضدهم وسيقتنعون بأن العالم لا يدار بالتاريخ وأن للحضارة ولتحدياتها كلمتها وستبقى وسائل إعلام الإيرانية الرسمية تنقل عن (عراقجي وزير الخارجية الإيرانية) بإرتياح شديد القول (إن رسالة ترامب وإن تضمنت تهديدات فإنها تركت الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية). وستبدل إيران (الدولة) المليشيات والسلاح والنووي والعقيدة ووحدة ساحات القتال بدولة جديدة قوية إقتصادياً مسالمة متخلية عن (راديكاليتها) متجهة نحو (الوسطية السياسية والاعتدال) والإستقرار السياسي وسترتفع قيمة (التومان) الإيراني وسيكون لإيران دور آخر في المنطقة تاركة حلفائها وأذرعها يواجهون مصيرهم وبموجب ما يروه مناسباً لهم وإبعاد إيران عن قراراتهم وستعلن إيران وعلى لسان قادتها إنتصارها الكاسح على الشيطان الأكبر! ولا عزاء للحالمين والمخدوعين والمغفلين!