إنطلق في الأول من نيسان ويستمر لأثني عشر يوماً

أكيتو أقدم الأعياد النهرينية يزّخر بالكثير من المدّلولات ودعوات لإبرازه عيداً لجميع العراقيين

الموصل - سامر الياس سعيد

برغم ان الاحتفال الرسمي القديم كان يجري في محافظة نينوى وبالتحديد قرب اسوار مدينة الموصل الا ان  الاعوام السابقة وتحديدا من عام 1992 بدات حشود الاشوريين تتخذ من مدينة دهوك منطلقا لتسيير مسيرة حاشدة بمناسبة العام البابلي الاشوري  الذي يعني اكيتو حيث ينطلق في الاول من نيسان من كل عام ويستمر لمدة 12 يوما تتخللها الكثير من الفعاليات والانشطة.

إنطلاق مسيرة

ففي دهوك التي شهدت في الاول من نيسان  انطلاق مسيرة شارك فيها بضعة الاف من الاشوريين الى جانب عدد من المغتربين الذين وجدوا ان فرصة الاحتفال باكيتو لهذا العام مناسبة لمشاركة اقرانهم وقطع الاف الاميال للمساهمة  حيث لم تخلو تلك المسيرة من يد الارهاب المقيت بمهاجمة احد المتطرفين للمشاركين بالة فاس  اصابت شابا من قضاء الحمدانية وامراة مسنة من ناحية القوش  بجروح طفيفة  رغم استمرار المسيرة وانتهائها بحفل غنائي كبير .

وتعني كلمة اكيتو راس السنة وتستمر لاثنا عشر يوما بحسب المؤرخين ففي اليوم الاول  ينهض الكاهن في العراق القديم  مبكرا عند الفجر  ويدخل ساحة الاله مردوخ مواصلا مسيرته للبوابة  الشامخة  ذات المفتاح الخشبي  اما في اليوم الثاني  فخلاله ينهض كاهن معبد ايساكيلا  الكبير  قبل الشروق بساعتين  ويغتسل بماء النهر  ويدخل للمعبد بمفرده ليزيح ستارة  الكتان على تمثال  الاله مردوخ مؤديا  الصلاة امامه  وفي اليوم الثالث ينهض الكهان الاكبر شيشكالو  فجرا  ويؤدي طقس الاغتسال  بماء النهر تاليا  صلاة للاله مردوخ ويقوم بعدها  بفتح البوابات  للسماح لاشخاص معينين  بالدخول الى المعبد  وفي اليوم الرابع  الذي يعد البداية الفعلية للسنة الجديدة  حيث يتلو  الكاهن الاكبر  قصة الخليقة  البابلية اينوما ايلشمباشرة امام تمثال  الاله مردوخوفي اليوم الخامس الذي  يعد ذروة المركزية ومناخية العيد حيث يطلق عليه يوم الكفارة ويشتمل على حوادث مميزة من  بينها صلوات التشفع والتعويذة  في المعبد وتشييد مزار نابو  وطقس الاذلال للملك  وتصل مواكب الالهة بالوصول في اليوم السادس من المدن المجاورة  بواسطة القوارب عبر نهر الفرات للمشاركة في احتفال اكيتو وعادة ما تشهد الايام التالية الكثير من الفعاليات مثل ذبح الاضاحي  واعداد المواكب حتى الوصول لليوم الاخير وهو اليوم الثاني عشر بعودة  الالهة بتماثيلها  الى مدنها  بدءا بالاله نابو  العائد الى بورسيبا.

أمسيات فنية

اما في وقتنا الحاضر فالكثير من المدن التي تشهد تواجدا لافتا للمسيحيين مثل دهوك وبلدة عنكاوا بمدينة اربيل ينظمان الكثير من الامسيات الفنية فعلى سبيل المثال تجري في مساء الايام التاية للاول من نيسان في فناء المركز الثقافي الاشوري  امسية فنية  تنظمها الحركة الديمقراطية الاشورية بمشاركة عدد من فناني المهجر اضافة لفناني  الوطن  ومثلها تقام في عنكاوا فعاليات مماثلة  اضافة الى  اقامة محاضرات ثقافية يحرص على اقامتها المركز الثقافي الاشوري بمدينة دهوك حيث اقام خلال الايام السابقة حفلا لتوقيع كتب لمؤلفين تناولوا الشان الاشوري الى جانب محاضرة اثارية القاها خبير اثاري يدعى عامر عبد الرزاق.