الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عقيل آغا.. حياة وأعمال

بواسطة azzaman

عقيل آغا.. حياة وأعمال

بيروت – وجدان شبارو

يصدر قريبًا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتاب جديد بعنوان “عقيل آغا؛ سيرة حياة وأعمال عقيل آغا الحاسي” لمؤلفه المؤرخ د. جوني منصور.

يتناول الكتاب عدّة جوانب تاريخية ترتبط بفترة زمنية مفصلية من تاريخ بلاد الشام عمومًا وفلسطين خصوصًا. ونعني بها فترة التقلّبات السياسية التي عصفت بهذه المنطقة في منتصف القرن التاسع عشر ومن بعده مباشرة. ولقد شهدت الدولة العثمانية سلسلة من الازمات الادارية والاقتصادية والعسكرية دفعت بصنّاع القرار إلى تبني سياسات اصلاحية عرفت بـ “التنظيمات”، وتركت هذه السياسات بعضًا من أثر على طبيعة حياة المنطقة سياسيا. لكن كل هذا لم ينقل المنطقة إلى مرحلة افضل وأكثر استقرارًا، إذ ازداد بالمقابل التغلغل الغربي الاوروبي وأيضًا الامريكي وإن كان أقل،  فتراخت يد الدولة في بعض مناحي الحياة، ما أدى إلى ظهور زعماء محليين اخذوا على عاتقهم مسؤوليات الحفاظ على الأمن والهدوء في بعض المناطق مقابل أتاوات كانوا يجبونها من المواطنين والتجار والسياح الوافدين إلى فلسطين – الأراضي المقدسة في الفترة المشار إليها أعلاه. وكان من بين هؤلاء عقيل آغا من عشيرة الحاسي التي يعود أصلها إلى شمالي ليبيا. وكان زعماء فيها قد انتقلوا إلى مصر ومنها الى غزّة وبعدها في مطلع القرن الـ 19 إلى الجليل الأعلى في شمالي فلسطين وبعض مناطق الغور ما بين بيسان وإربد.

اساليب ماكرة

تمكن عقيل آغا من فهم الروح السياسية وكيفية إدارتها من خلال تبنيه اساليب ماكرة في خدمة الدولة وفي الوقت ذاته التحكُّم بالأمن. وأيضا بالتوازي مع ذلك تمكّن من بناء علاقات جيدة مع ممثلي الدول الاجنبية المقيمين في مقرّاتهم في القدس ويافا وحيفا وعكا وغيرها من مدن فلسطين. ما أكسبه مكانة مرموقة لدى الباب العالي الذي اعتبره خادمًا أمينًا بحذر ما، كعادة الباب العالي في تلك الفترة. وأيضًا نال حُظوة لدى شرائح واسعة من المجتمع الفلسطيني في تلك المنطقة وخصوصًا أنّه وقف سدًّا منيعًا امام موجات من المهاجمين للبلدات المسيحية أثناء الفتنة الاهلية التي عصفت بسوريا ولبنان في 1960، ما وفر الأمن والاستقرار للمنطقة التي أوكلت إليه إدارتها. وبالتالي نال عددًا من الأوسمة والنياشين التقديرية من حكومات اوروبية كالنمسا وفرنسا وانجلترا.

يأتي هذا الكتاب ليغطي الفترة الزمنية المشار إليها من خلال مواكبة سيرة حياة وأعمال عقيل آغا وكيفية معرفته لإدارة العجلة السياسية بحنكة ودراية. وفي هذا دليل واضح على أنّ حكّامًا محليين، بالرغم من بطشهم في أحيان معينة، إلّا أنّهم عرفوا من أين تؤكل الكتف.

يصدر الكتاب بطبعته الثانية المنقحة والمزيدة لتكون مصدر معرفة وزيادة في المعلومات التي جمعها المؤلف من خلال اعتماده على الارشيفات العثمانية والبريطانية والمحلية. وأيضًا مِمّا حفظته الذاكرة الانسانية لأحفاده وعشيرته في فلسطين، وبعض الادبيات القليلة التي عالجت هذا الموضوع.

يقع الكتاب في 375 من القطع  الكبير .


مشاهدات 182
أضيف 2025/03/29 - 1:23 AM
آخر تحديث 2025/04/02 - 2:44 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 113 الشهر 843 الكلي 10581490
الوقت الآن
الأربعاء 2025/4/2 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير