تجويع الجسد لتغذية الروح

شيرزاد نايف

شهر العسل بين الطاعة الامل.. شهر التكامل بين الروح و الجسد، شهر التفاعل بين الفرد والمجتمع، أن يكون شهراً لا يكون المؤمن فيهِ وبه يمارس لمجرد عادة أو تقليد كي يعاقبه لحاجة في نفسِ يعقوب!، بل أن تكون عملية ـ علمية وفلسفية تهدف إلى تحقيق استفادة شاملة لصحة الإنسان والمجتمعات الانسانية. بما يروج في هذا العصر ان الغالبية يمارس (الدايت) لترشقة الجسد والابتعاد عن التخمة والأشباع الذي يقودنا الى الامراض المستعصية. كما في القوانين الفزيائية تدعم نظرية الفعل ورد الفعل وما تزرعه تحصده. قال الله تعالى: «وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا»، (12)اﻷنسان.. و الآية «فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ  وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» (148) آل عمران. و الآية «فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ  إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ» (40) الشورى. فمع بداية شهر رمضان، نجد أن الهلال الرمضاني يظهر في السماء، يرمز للعيان إلى البدء الجديد والتحول. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ « (البقرة: 183). هذه الآية الكريمة تؤكد على أهمية الصوم في تحقيق التقوى، والتي تعني في اللغة العربية «الوقاية» أو «الحفظ». ومن الناحية العلمية، يوجد العديد من الدراسات تؤكد على الفوائد الصحية؛ كتحسين صحة القلب لأن الصوم يساعد في خفض ضغط الدم وتحسين صحة القلب. كذلك تحسين صحة الدماغ حيث يساعد في تحسين وظيفة الدماغ وتقليل خطر الإصابة بالاكتئاب. ثم تحسين صحة الجهاز الهضمي فهو يساعد في تحسين صحة الجهاز الهضمي وتقليل خطر الإصابة بالأمراض الهضمية.

فلسفياً، الصوم عملية تهدف إلى تحقيق التكامل بين القلب والعقل. كما يذكر الحديث الشريف: «الصوم جنة للنفس، وغذاء للروح». هذا الاقتباس يؤكد على أهمية الصوم في تحقيق التكامل بين الجسد والروح. كما الهلال يرمز إلى تغذية الروح، حيث أن الصوم يؤدي إلى تحسين صحة الروح وتقويتها. هذا الحديث يؤكد على أهمية الصوم في تغذية الروح. وجل ما رأيته من مدى الألتزام في مجتمعنا الكردي ـ العراقي بمبادئ الإسلام بأنه جزء لا يتجزأ من الهوية الكردية. والصوم هو من إحدى هذه المبادئ، والذي يعتبره الكرد جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية. كما يذكر الملا مصطفى البارزاني: «الإسلام هو جزء لا يتجزأ من هويتنا الكردية، والصوم من أحد أركان الإسلام التي نعتز بها». هذا الاقتباس يؤكد على أهمية الصوم في المجتمع الكردي. فأليكم بالصيام.