كامل العامري شاعر مجدّد كتب أغاني شفيفة: كوم أنثر الهيل وأثر فرحة وغني روحي وحلم أخضر وأفيش

بابل ـ كاظـم بهـيّـة

جاوبني تدري الوكت ..بوكاته غفلاوي ،موش انت نبعه عشك ؟ بالحسن متغاوي.. ليش المعاتب كلف..والشوك سكتاوي ، جاوين اودي الحجي واتعاتب ويامن ؟!

نعم لم يجد الشاعر كامل العامري من يعاتبه وفعلا سرقته المنية (غفلاوي ) بعد ان منذ ساءت صحته اثر تعرضه لازمات ومن المعاناة الذاتية لانه مصاب بالتهاب قصبي حاد مزمن وانتفاخ في الرئة يعاني منه سنين طويله اقعدته حبيس الدار، حتى فضل العزلة والصمت في الفترة الأخيرة من حياته لكونه يصعب علاجه داخل البلد، ورغم النداءات الإنسانية بقيت لا من مجيب يستغيث لأنقاذه من محنته التي كان فيها حتى غيبه الموت في 6 نيسان 2008 وبهذا فقد المشهد الثقافي شاعرا غريد ومخلص للوطن والناس والعشاق، الذي طالما انشد لهم احلى قصائده ومشاركاته لهمومهم الخاصة والعامة والتي ازدحمت بها دفاتر العشاق والمحبين والمهرجانات السبعينية والجلسات الشعرية الخاصة كلها تشهد بذلك ويعد رحيل العامري خسارة كبيرة للثقافة العراقية بعد ان اثرى على مدى ثلاثين عاما المشهد الشعري بالأعمال الشعرية والغنائية الجميلة، ورسمت له علامة بارزة في مسيرته الشعرية التي مازالت راسخة في ذاكرة الناس ومريدي الشعر، لانها كتبت بأسلوب رقيق حيث الحب والعشق، منطلقا من أغانٍ شفيفة رائعة كأغنية ( أثر فرحة ) لسعدون جابر الحان محمد جواد اموري و(جاوبني تدري الوكت ) ، انها (ملحمة العشق والعتب العراقي ) هكذا وصفوها اصحاب الشأن ،عند ظهورها في سبعينيات القرن الماضي ، بعد ان داعبتها انامل الملحن المبدع محمد جواد اموري واداها الصوت السومري الجميل حسين نعمة  ، و(حلم اخضر ) لفؤاد سالم الحان محمد جواد اموري و(غني روحي ) الحان وغناء الفنان طالب القره غولي و(ازغار ومر قطار الشوك) لكمال محمد و(ضحكة نيسان)لرياض احمد  ،وانشودة (ربيع الانتصارات ) لفرقة  مديرات التربية الحان جعفر العيساوي. واغاني عديدة وطنية للاطفال ادتها مجاميع من طلاب وطالبات العراق  وغيرها من جميلات الأغاني ، حتى بقى يرفد الساحة الشعرية بإنتاجه الشعري العذب، لكون العامري .. روح عاشق احب وتعلق كما جاءت في اغنيته على لسان المطرب سعدون جابر بصورتها الرائعة المترفة معبرا عن معاناة وهموم المحبين ورغم هذا لم يتجاوز قيم الانسان وموضوعه كموضوع يطرح بقوة فاستمع اليه يشرح غرامه وينشد هواه في اغنيته ( أفيش بروج الحنيّة) لسعدون جابر  :افيش .. افيش ..بروج الحنيه ..ياخذني الشوك بطارييه

الانسان المحب

وكذلك كتب عن حبه الكبير وتعاطفه واحترامه للإنسان المحب، كما في اغنية (گوم انثر الهيل) كما جاءت على لسان المطرب حسين نعمة :كوم انثر الهيل ، بسجه وليفك لوخطر ،يتلاله بعيونه السهر

و العامري ،من مواليد الديوانية عام 1944 بدأت محاولاته الشعرية وهو في المرحلة المتوسطة بعد ان حفظ الكثير من الشعر الجاهلي والاسلامي والحديث وتأثر في الاخير برواده امثال السياب والملائكة والبياتي ، وكتبه ونشره في الصحف المحلية آنذاك وبالضبط كان هذا في منتصف ستينات القرن الماضي ومنذ تلك الحقبة اصبح عضوا في اتحاد الادباء والكتاب ويحمل هويه الاتحاد رقم 14 بتوقيع شاعر العرب الجواهري الكبير.كتب الشعر العامي الى جانب الفصحى لأنه حسب ما يرى ان الشعر العامي يخاطب معظم جماهير الشعب ولا يقتصر على شريحة معينة لما له من تأثير مباشر على العواطف الشعرية والإنسانية اصبح اسما لامعا في سماء الثقافة وشاعرا متميزا في مدينته الديوانية الذي عاش وترعرع فيها وعاصر كبار شعرائها .

وكامل العامري شاعر مجدّد وملتزم.. طموحه لاحدّ له، شغوف في البحث عن الجديد، يميل إلى الحداثة في قصائده والبيئة التي احاطت بحياته في شبابه، واطلاعه على الثقافة الماركسية وكتب الشيوعية العلمية أثرت في تفكيره وفي تكوينه الثقافي كثيراً ، وظهر هذا التأثر واضحاً في كتاباته الشعرية كلها وهذا ما ظهر جليا في ديوانه (كلمات على وجوه الريح )الذي طبع في 10 /5 /1970 ، واستطاع أن يثبت مكانته في هذا المضمار، بعد أن قطع شوطاً كبيراً في ميدانه، بتنوع عطائه في مجالات الأدب بين الفصيح والعامية والأغنية. أهم مؤلفاته واصداراته :الصمت الحائر- يوسف الصبرا- صلاة الموناليز-  العشاق يرفضون-عذرا سادتي-  ذهبيات .اضافة لكتابته لعشرات الاوبريتات والمسرحيات الشعرية  . كما ترجمت العديد من قصائده الى 12 لغة عالمية ووضعت احدى قصائده كمنهج دراسي جامعي لأهميتها سياسياً وفكرياً