الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
كزال ابراهيم خدر.. عين للعشق حضن للمحبة تمنحك الوطن كأنه العشق


كزال ابراهيم خدر.. عين للعشق حضن للمحبة تمنحك الوطن كأنه العشق

فتح الله حسيني 

 

ترددنا مرارا على دوامة الشعر ويا لها من دوامة تنسينا ماكنا نتوق اليه بمجازفة اوبلا مجازفة منا،نحن أخوة الشعر سراء وضراء لايهم كل مايهمنا ابداعيا اننا سنكون ازاء شاعرة قرانا لها مرارا وتكرارا، وهي تدون العشق وروح العشق في غياهب المجاهيل كمصير الوطن الكردي او ما سيؤول اليه الكردي بعد طعنات خسارة ،او خسارات الماضي غير البعيد ،او في المستقبل غير البعيد ايضا...

للشاعرة "كزال ابراهيم خدر" رونقها .وألقها الدائم في الوسط الشعر الكردستاني ،ليس فحسب في كردستان العراق وأنما خارج تلك الاطر المؤطرة بالأوطان ورايات الاوطان .وفي مهب الدفعة الأخيرة من الشعراء..  النوادر الذين كرسواحياتهم وارواحهم لامن اجل شيء بل من اجل الشعر وحدة دون غيره.

لاسيما اذا ادركنا ان الشاعرتنا "كزال"مجموعتها المرموقة التي اتت تحت عنوان"قلوب والوان" الصادرة هنا في كردستان ،ابان الحقبة البعثية  وان مضمار الكلام بجديه الصمت في كثير من الاحايين ولا شيءغيره فلشاعرتنا "كزال ابراهيم خدر"مجدها الشعري كرديا وتقنص تفاصيل مايمر لامحالة على غفلة من زمن غير متوازي عن اعين لم نشتق اليها الا بطلوع الروح الكردية هذه المرة العصيبة .دون غيرها من المرات غير العصيبة ،وشاعرتنا  تدرك ثمن الايام الصعبة في تدوين القصيدة الكردية المحظورة زمنها ومكانيا حد سواء"

بين ألوان زمن عديم اللون

لأمي قلب ملون

يشبه سماء هزيمة ثورة

الألوان ملتصقة ببعضها

قلب أمي لونه أبيض

يتقطر الحليب الأبيض من ثدييها

وهطل بياض الثلج على شعرها

أمي بيضاء

 ساركز جل تركيزي على هذه القصيدة فحسب لئلا اتهم بالمبالغة ،والقصيدة من ترجمة "عبدول حسين" ولكي احفي الشاعرة حقها ابداعيا وشعريا عليً اذن الاطمئنان الى روح القصيدة وذاتها "اي ذات القصيدة دون موضوعها"بغرض اوحد وهو عرض القصيدة على مستوى النقد المستند الى المبنى والمعنى دون اسقاط القصيدة في شبكة  او مصيدة القراءة المجانية ،السطحية او لنقل الصحيفة المقيتة تلك القراءة التي باتت في راهننا هذا نوعا من القراءات السوبرية في تدوين النقد اللامنتهي اسبابه لتظهر نتائجه غير المنتهية ايضا.

حالما  نشعر ان للألوان مبتغاها غير العصية على الفهم ندرك تماما ان للقصيدة شغفها في تحبيذ الحياة، ورونق الروح بعيد طلوعه من شغفه ، حيث لكل شيء شاعري مبتغاه ،من الالف الى الياء .ومن المبتدأ العربي الى الخير العربي ايضا ،سيما اذا تيقنا  ان الشعر هو الوسيلة الاخيرة للتضحية بالروح ،وياللروح شاعريا في زمن عصيب كهذا الزمن الساذج الذي نحن نعتاشه عصبا وبلا ارادة منا على مرمى الحياة وعلى مرآى الحياة خشوعا من كل اثم لايليق بنا نحن جمهرة الشعراء .خاصة ونحن في حضرة حزن استثنائي ليس له دولة او اجندة او قائمة حساب في الحالة الانسانية المعاشة .

تقول الشاعرة "كزال"لونيا مرة ثانية "

قلب أمي لونه أحمر

يمر فية جدول دم ،لحرب طويلة

دم الشباب في معركة الأخوة

ودم الفتاة في معركة ليلة عرسها

أمي حمراء

 كما للاوطان الوانها، وللريات وللامم ،ولعصبات  الامم ،ولاتحاد الامم ،وحتى للدويلات الصغيرة ،وكما للدماء كذلك للام الاغلى لون ولون وربما مائة لون ولون في راهن مقلوب ومغلوب على امره،وعصي على استيعاب ما مر بذاكرة وطن او قوم كانوا الى الامس القريب. حالمين غير نادمين على التضحية والفداء في اتون الخديعة  حتى لو احتجنا الى مائة عام من العزلة كما هو حال "الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز"والى الزمن الموحش كما هو حال "حيدر حيدر"و لكل شيء ضريبته وحاله واحواله  الثكلى  في بواطن الأرض او الرمس لايهم حتى لو كان لون السواد هو لون قلب امي. تقول "كزال" الشاعر

قلب أمي لونة أسود

يشبة مجلس عزاء دائم

ولافتة تحت جناح مسجد

أمي سوداء

سواد قاتم

تشبة الشك

سواد المصير""سواد الحظ

سواد الحياة؟

 "كزال" الشاعرة اهم بكثير من "كزال" اي شيء اخر. وهذة نقطة تسجل لشاعرة كردية من كردستان العراق حصرا. وستكن لها الكردايتي امتنانها غير المؤقت ،ربما فقط شاعرة ،شاعرة فحسب. مثلها مثل "الفلسطيني"محمود درويش،وخليل حاوي"المنتحر على ابواب مدينته بيروت، ومثل

"نزيه ابو عفش"السوري" الذي تشرق الشمس لامن اجل تجفيف غسيل امه، ومثل كل الحالمين بالشعر دون غيره من صنوف الابداع.

وتتحفنا الشاعرة"كزال ابراهيم خدر" اخيرا برونق المجزرة لتؤكد الحياة وتقيسها على قلب امها وتردف "

قلب أمي وطني كم هو ضيق

يشبة أزقة قرى الانفال

يشبه حريات إمراة لاتقدر

وفق قانون النظر !؟ أن تنظر إلى

شمال وجنوب وشرق وغرب

جسدها يشبة إمرأة ثكلى

عليها أن تتوضأ بدمها

 اجمل ما في شاعرتنا "كزال ابراهيم خدر" شعريا. انها غنية لوطن استفاق على غيبوبته مرارا، وتؤكد انتماءها لاهل الجبل وهم الكرد بمناسبة وبلا مناسبة ،حيث كتب على غلاف الكتاب الصادر عنها  باللغة العربية "

 لماذا اغلقت الباب

 فأبواب اهل الجبال مفتوحة

 بوجه الضيوف دائما

 ألا تقول لك الحاسة السادسة

اينما تحل،

 وفي اية قرية تبقى

 ان هناك صيف قادم اليك

هذه كانت قراءة شبه سريعة في كتاب"عين للعشق حضن للمحبة "حول تجربة  الشاعرة الكردستانية


مشاهدات 88
الكاتب فتح الله حسيني 
أضيف 2025/10/25 - 5:56 PM
آخر تحديث 2025/10/26 - 3:56 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 121 الشهر 17262 الكلي 12157117
الوقت الآن
الأحد 2025/10/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير