الوطن او الموت صرخة فقدت معناها
احسان باشي العتابي
“الوطن او الموت”… كانت الصرخة الاولى التي جمعت ابناء ارض الرافدين « الحزينين»تحت رايتها.
صرخة خرجت من اعماق الصدق، فسبقت الالسنة اليها الاجساد، ومات من اجلها كثيرون، وبقي الوطن… لكن بقي على غير ما حلموا به.
بقي وطنا تحكمه ايدي من خانوه، لا من حفظوه وقدموا له اعمارهم. وطن تحول الى اطلال خربة لا يسمع فيها الا انين الذاكرة المرهقة، ووجع الذين ما زالوا يحلمون رغم الخراب الكبير الذي اقترن باليأس!
مشهد اليوم يختزل معادلة فجة تقترب من الربع قرن هي من تحكم البلد بيع النفط مقابل رواتب تبقي الكراسي قائمة، لا الاوطان حية. لا زراعة تغني، ولا صناعة تنهض، ولا تعليم يبنى عليه المستقبل. تشتت وضياع، وفساد تغذيه اسباب اقل من ان تذكر… ومعها تتآكل الوطنية كما تتآكل القيم، وتمحى الاخلاق العظيمة من ذاكرة هذا الشعب شيئا فشيئا!
صار الوطن يعيش على ما ينزف منه، لا على ما يبنى فيه. وطن استبيح بايدي كثير من ابنائه، حتى صار المخلصون من حملة صرخة “الوطن او الموت” منبوذين، كانهم ارتكبوا خطيئة عظمى عنوانها» الوفاء للوطن!».
عذرا ايها الوطن…
لم نتنازل عنك، لكننا تعبنا من الصراخ في الفراغ. فالموت لم يعد طريقا اكيدا نحو الخلاص، وبلوغ الاهداف يحتاج احيانا الى « استراحة مقاتل « ، ليلملم شتاته، ويعود الى المعركة بوعي اشد ، وايمان لا يصدا، لبلوغ اهدافه المنشودة.