الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
معاً نتجاوزه

بواسطة azzaman

معاً نتجاوزه

فراس الحمداني

 

لا يخفى على الجميع أن العالم يتغير بوتيرة متسارعة ويواجه تحديات تتجاوز حدود الجغرافيا والامن التقليدي وهنا يبرز أمامنا سريعا” سؤال جوهري حول كيفية حماية المجتمعات من موجات التطرف العنيف الذي يتسلل بصمت الى العقول قبل ان يتحول الى سلوك يهدد الاستقرار ويقوض اسس التعايش وهنا تبرز القوة الناعمة باعتبارها الوسيلة الاضمن والاعمق تأثيرا في معالجة جذور المشكلة لا مجرد ملاحقة نتائجها .لقد اثبتت التجارب ان المواجهة الفكرية والثقافية تتقدم على كل اشكال الردع لان العقل الذي يحمل مناعة معرفية لا يمكن استدراجه بسهولة ولا يمكن للخطاب المتطرف ان يجد فيه منفذا فالقوة الناعمة تبني الانسان من الداخل وتكرس قيما تشكل حاجزا بينه وبين الانجراف نحو العنف من خلال التعليم الذي يفتح النوافذ والاعلام الذي يضيء المساحات المعتمة والفنون التي توسع حدود الخيال والقدرة على التأمل .وتظهر اهمية هذه القوة حين نتحدث عن الشباب الذين يقفون في الخط الاول من تأثيرات الازمات الاجتماعية والاقتصادية فهم اكثر الفئات استهدافا من جماعات العنف التي تبحث عن ثغرة في اليأس لتزرع افكارها لذلك فان تمكين الشباب ومنحهم مساحة للتعبير والمشاركة يمثلان استراتيجية اساسية في مواجهة التطرف العنيف لان الشاب الذي يجد حضورا واعترافا بدوره لا ينجر الى افكار تعطيه شعورا زائفا بالقوة او الانتقام .كما ان بناء وعي اجتماعي يتسع للاختلاف يكشف زيف الخطاب الذي يعتمد على الكراهية ويقلص قدرته على التأثير فالقوة الناعمة لا تحارب التطرف بالسلاح بل تحاربه عبر تسليح المجتمع بالمعرفة والحكمة والانفتاح وكل ذلك يخلق مناخا يعيد تشكيل العلاقة بين الفرد ووطنه ويوجه الطاقات نحو البناء لا الهدم .ومن موقعي كصحفي وإعلامي  يتابع قضايا الشباب ويدرك حجم التحديات التي تواجههم اجد ان الاعلام واحد من اعظم ادوات القوة الناعمة فهو ليس مجرد ناقل للاحداث بل صانع للوعي وموجه للبوصلة المجتمعية ومن هذه القناعة انطلقت تجربتي المهنية في تقديم محتوى يقدم المعرفة ويعطي مساحة لاصوات الشباب ويعزز حضورهم في قضايا وطنهم .

ولاجل كل ما تقدم اسمحوا لي بالحديث عن التوجه الذي احمله كرسالة لتمكين الشباب في مواجهة التطرف العنيف وتطوير مشاركتهم في سياسات صنع القرار ومنحهم الفرصة التي يعبرون فيها عن رؤيتهم واملهم في غد افضل بعيدا” عن كل ما يمكن ان يلقي بظلاله من التطرف العنيف الذي لابد لنا نتجاوزه معا» .

 


مشاهدات 36
الكاتب فراس الحمداني
أضيف 2025/12/08 - 3:49 PM
آخر تحديث 2025/12/09 - 1:14 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 55 الشهر 6150 الكلي 12790055
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/12/9 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير