المبدعون .. صناع الحياة ومجد الوطن

عبد العظيم محمد

مؤسسة عيون للثقافة والفنون اخذت على عاتقها اقامة مهرجانها الدولي لتكريم نخب عراقية وعربية بدرع التميز وفي نسخته 17 لعام 2025 .. الذي اقيم على قاعة ايفا منتجع الف ليلة وليلة ..

والذي كنت من ضمن المكرمين بدرع المتميزين .. ولكن يجب التوقف لنقول بصراحة .. هذا الكرنفال الكبير الذي حمل شعار ( المبدعون .. صناع الحياة ومجد الوطن ) الذي انطلق بجهود ذاتية بعد ان غاب عنه دعم الدولة مع الاسف والذي امتاز بدقة التنظيم ولجنة تحكيم مقتدرة باختياراتها برئاسة المبدع القاص والروائي امجد توفيق .. والذي كان مناسبة جميلة للقاء الأحبة الاصدقاء من المبدعين ..

وللحق نؤكد ان تكريم النخب في كافة الاختصاصات من العراق وخارجه يعد التفاتة مهمة تستوجب الوقوف عندها ذلك لان الدولة لم تعد تولي اهتمامها بنخب العراق بل ظلت حبيسة الصراعات السياسية وفق مفهوم المحاصصة البائسة التي ادت الى انهيار القيم الوطنية بعد ان اصبح السباق على ( الكعكة ) هو الأساس للفوز من اجل تحقيق المصالح الذاتية بعيدا عن حاجات المواطن والوطن على حد سواء .. ومن هنا لا بد من القول ان الدولة التي تهمل قادة الرأي تعد من الدول الفاشلة لان تقدمها لا يأتي الا من خلال النخب من الكتاب والاعلامين والفنانين وكما يبدو ما زال من تصدر المشهد السياسي لم يعي هذه الحقيقة كونه لم يدرك بعد ابعاد الشعار الذي يرفعه المهرجان في كل عام ( المبدعون .. صناع الحياة ومجد الوطن ) .. نعم انهم يدركون ان سرقة المال العام ابطاله صناع الحياة ..

ومن تلون وخان وارتمى باحضان الغير يمثلون مجد الوطن .. اي مهزلة هذه التي ما زالت تضغط على انفاسنا بعد ان اصبحت سحابة سوداء في كبد السماء .. ومع هذا فأن المبادرات الفردية من خلال مؤسسات اعلامية وثقافة وفنية اصبحت تدرك ابعاد المسؤولية وأخذت على عاتقها إقامة مهرجانات كبيرة وضخمة لقامات مهمة بجهود ذاتية تحاول تخليد تاريخها قبل أن تغادر الحياة اكراما لما قدمته من فكر وفن وثقافة طيلة حياتها التي اقتربت على الرحيل ..

فهل تدرك الدولة نخب العراق وتسرع الى الاحتفاء بهم .. ام نبقى نردد ( ياحريمة لا على بختك ( صرنا ) سالوفة بين الطوايف  يا حريمة ياحريمة ) ان شر البلية ما يضحك.