ما اعلاك يا عليّ
حسين الصدر
-1-
أبلغ الدروس المستفادة من سيرة امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب هي حرصه على صيانة الكرامة الإنسانية والحفاظ على ماء الوجوه من أنْ يراق .
-2-
كان يقول :
{ مَنْ كانت له اليّ حاجة فليرفعها اليّ في كتاب لأصون وجهه عن المسألة}
والسؤال الآن :
اين نحن من هذا الموقف العظيم مع أصحاب الحاجات الذين يقصدوننا ؟
-3 –
وجاءه يوماً رجل وقال :
انّ لي اليك حاجة ،
الحياء يمنعني ان اذكرها ، فقال :
خُطَّها في الأرض ،
فكتب :
اني فقير
فقال (ع) :
يا قنبر :
إكسه حلتي
فقال الرجل :
كسوتني حلّة تبلى محاسنُها
فسوف اكسوك من حسن الثنا حُلَلا
إنْ نلتَ حسنَ الثنا قد نلتَ مكرمةً
وليس تبغي بما قدّمتَه بَدَلا
إنّ الثناء ليُحي ذِكْر صاحِبهِ
كالغيث يُحيي نداهُ السهلَ والجَبَلا
لا تزهد الدهر في عُرفٍ بدأَتَ بِهِ
كُلُّ امرئ سوف يُجزى بالذي فَعَلا
فقال (ع) :
يا قنبر :
زده مائة دينار
فقال الرجل :
يا أمير المؤمنين :
لو فرقتها في المسلمين لأصلحت بها من شأنهم ، فقال (ع) :
صَهْ يا قنبر
( أي اسكت )
فاني سمعتُ رسول الله (ص) يقول :
اشكروا لمن أثنى عليكم ،
واذا أتاكم كريم قوم : فأكرموه
هذه هي السيرة الأخلاقية المشرقة بكل ما انطوت عليه من حب للخير والمعروف ، وتطلع للإغاثة والاعانة لتجاوز الضغوط والتحديات
انّ المجتمع المسلم أريد له ان يكون مجتمع الاتحاد والتعاون على البر والتقوى، لا الانشغال بالمنازعات والخصومة والحسد والكيد ...
أعاذنا الله وايّاكم من شرور الفاسدين، ووفقنا واياكم لصالح الاعمال والاقوال .