الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حماس .. لا تفرّطوا بتضحيات غزة

بواسطة azzaman

حماس .. لا تفرّطوا بتضحيات غزة

عبد العزيز حسون

 

الآن بدأت مرحلة الأحتواء بلعبة أكروباتيكية يجيدها المتمرّسون في تحقيق نواياهم وأهدافهم. والعجيب الغريب أنَّ قادة حماس تسابقوا في المشاركة باللقاءات والندوات بمعزل عمّا تكبّدته غزة من موت ودمار. ويبدو أنّ حماس لا تعي بأنها تفرّط بما سال من الدماء وما ستؤول إليه تحركاتها من تراجع التأييد العالمي والتعاطف الذي أظهرته شعوب العالم التي أنكشف أمامها أفعال الصهيونية ورفع الغطاء عن حقيقة اليهودي بعد أن وقف أحد حاخاماتهم ليقول أنّ القتل يجب أن يشمل الطفل الرضيع. لنترك جانباً إدّعاءات النصر العسكري الذي لن يتساوى مع ما وقع على غزة من تدمير. إنّ الدخول في لعبة المفاوضات التي ترعاها الدول البعيدة والقريبة، مع إستمرار القتل والتدمير هو أمر محيّر ومؤلم، إذ تضع حماس نفسها بديلاً عن شعب غزة لتصل إلى نسخةٍ أخرى من إتفاقية أوسلو، تقدمها مع باقة ورد لكل من يعادي القضية الفلسطينية. من الغريب والمفجع أنّ حماس لم تأخذ العبرة من الهجوم عليها في قطر بل إلتزمت بالقول (إنّ المسامح كريم)، ولم تأخذه ورقة في تفاوضاتها التي لم تخرج من أيٍّ منها دون تنازل ولو بدرجةٍ قليلة.

إنّ ما تحقق من يقظة عمّت العالم قبل الفلسطينيين والعرب يفترض التمسك بها، خاصة ً وأنّ سلاح حماس المتبقي لن يحقق شيئاً مضافاً.

إنّ إبعاد أهل غزة عن المشاركة في صنع المصير وكأنّ الأمر لا يعنيهم وأنّهم غُيّبوا وأُبعدوا عن أي ما يمكن أن يعوضهم في إعادة بناء دورهم وقبور الضحايا. إنّ ما يحدث بعد توقيع وقف إطلاق النار والقتل المستمر للأهالي الأبرياء يؤكد أنّ هناك جانبان أحدهما حماس والآخر أهل غزة التي لم يذكرهم أحد ولم يحظوا بتعاطف ولو شكلي، ولم تتذكرهم دولة رام الله التي كان عليها أن تعلن الحداد على أرواح الضحايا على الأقل. إنّ شعب فلسطين العظيم سينال حقوقه ما دام قد أعطى العالم والتاريخ نموذجا ً وعلَّمهم كيف تكون التضحية، وستظل زغرودة الفلسطينية عندما يأتون بأبنها شهيداً وتقف متباهية باللقب الذي توّج هامتها. حبّذا لو نأت حماس بنفسها وطوت صفحتها بعيداً عن أهالي غزة ليعيدوا بناء حياتهم ولتترك الحكم للتاريخ الذي سيكافئ أو يعاقب، بعد أن لم يترك هذا الضجيج صدى لسامع أو مترقب.

الألم وحده هو ما دعانا لأن نقول هذا، بعد أن لم تحرك الشعوب العربية مشاعرها وتعاطفها مثلما فعلت شعوب العالم، ولم تنكس أعلامها حداداً على الضحايا.

 

 

 

 

 


مشاهدات 79
الكاتب عبد العزيز حسون
أضيف 2025/10/25 - 5:46 PM
آخر تحديث 2025/10/26 - 8:00 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 604 الشهر 17745 الكلي 12157600
الوقت الآن
الأحد 2025/10/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير