النقد لا يزعجني
محسن التميمي
صحفي اسباني وجه سوالا ربما خبيثا الى كارلو انشيلوتي مدرب ريال مدريد ، هل النقد يرعجك؟
رد انشيلوتي بهدوء اعصاب وثقة عالية بالنفس ، لايزعجني اطلاقا!
ربما يكون رد المدرب الإيطالي مضحكا ومستفزا معا وهو يظهر ردة فعل طبيعية جدا وفقا لتعامله الطويل مع اسئلة الصحفيين في المؤتمرات الصحفية وبحثهم الدائم عن الاجوبة التي يعتقدونها خارجة عن المألوف ويبدون يسطرون عنها القصص والحكايات ويسيل الكثير من الحبر لجعلها الاكثر تسويقا في صفحات صحفهم او البرامج الرياضية التي يعملون بها وهو امر طبيعي ايضا ، خاصة ان لعبة كرة القدم معروفة بتقلبات نتائجها بكل وقت وهي تشغل ملايين الناس بكل ارجاء المعمورة،
في ملاعب بلادنا ينزعج المدرب والاداري والرئيس للحد الذي يستطيع من خلاله وبلا مقدمات ان يرمي الصحفي بوابل من التسديدات الخطرة يمينا وشمالا في الوقت الذي لم يسدد به فريقه ولا نصف كرة نحو مرمى الخصوم ومع ذلك يتجرأ المطروح عليه السؤال بقلب الحقيقة رأسا على عقب ثم يبدأ هجومه على الحكام والتحكيم والجمهور والنقل التلفزيوني ومعلق المباراة ولو بيده عصا لكان رماها على رأس الصحفي وشجه بداعي ان الاخير استفزه بسؤال هيروغليفي غير قابل للرد وعلى اقل تقدير يجيب عن السؤال بطريقة تنم عن ثقافة كروية محدودة جدا ويختمها، بأن هذه هي كرة القدم ويصمت!
اخرون يعملون في الوسط الرياضي على استعداد لتوجه لكمة للصحفي وحتى مقاضاته في المحاكم بسبب سؤال حتى لو كان يحمل بين طياته نوعا من الاستفزاز مع ان الاستفزاز حق مشروع لاي صحفي واعلامي في سبيل استخراج ردة فعل من يتولون مسؤولية الشؤون الرياضية في البلاد من مدربين واداريين ومسؤولين ومستـــــــشارين وامناء على السر والمال بشكل حقيقي !
من يعمل في مهمة عامة والرياضة ملك للجميع ومن حق الجميع ابداء الرأي وطرح الاسئلة والاستفسارات للوقوف على دكة الحقيقة ونقلها الى الجهمور بصراحة وصدق وامانة ووضوح وصراحة كما هي وعلى لسان من يجيب عنها وهو عمل يفترض ان يكون مشتركا بين الجميع ومن يتطير او ينزعج ويبدي غضبه وردة فعل متشنجة لايصلح ابدا ان يشغل اي مكان وعليه ان يمارس دور المشاهد او المستمع بما يجري في الميدان وخارجه حتى لايكون عرضة للنقد والانتقاد معا !
لم نسمع ان مدربا اعترف بشجاعة وبلسان فصيح ان فريقه لم يكن بيومه واستحق الخسارة والفريق المنافس كان اجدر وحقق الفــــــــــوز عن استحقاق وثم يبارك له بروح رياضية نقية لاتحمل في طياتها اية انتقاصات وتقليل شأن وبلا استهزاء او لعنة مابين سطور الحديث !