تربية الأجيال في الشرق الأوسط
يونس حمد
وللأسف فإن دول الشرق الأوسط كانت وما زالت تتجه نحو الحروب والدمار، مما ترك آثاراً سلبية وبيئة غير صحية على نفسية الأجيال المتعاقبة، ولهذا يطلق على شعوب هذه المنطقة ،منطقة المشاكل والبؤس والحروب. وإذا نظرنا إلى شعوب هذه المنطقة، باستثناء شعوب الخليج العربي، نجد أن تربيتهم مليئة بالصراعات والمغامرات والمشاعر السلبية. وقد تعلم مواطنو هذه الدول في الشرق الأوسط الفتنة والشغب من السلطات، ثم انقلبوا عليها. وبعد فترة يتمنون عودة تلك الأنظمة إلى السلطة مرة أخرى، وهذا ما رأيناه في العراق واليمن وتونس ومصر في البداية، وفي ليبيا وسوريا قريبا. وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة لم يستعد بعد بشكل كامل لمنصبه، ويهدد الشعب الكردي قائلا: إذا لزم الأمر سنقاتلهم. أي نوع من التفكير هذا في المنطقة؟ يحدث أنهم مستعدون دائما للحرب، ولكن ليس لحرب كبرى ، بل لحرب ضد شعوب مضطهدة ، وهذا عار، فهم تعلموا القتال والتدمير والمعاناة منذ الصغر. بدأت فكرة الحرب النفسية في المنطقة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، أي في أوائل القرن العشرين، لتصدير الرعب والخوف والهلع، وخلق حالة من الشقاق بين الشعوب، في نوع جديد يضاف إلى أنواع الحروب والدمار، وتربية الأجيال الجديدة على المنهج العلمي الصحيح الذي يسمح لهم بتحليل المعلومات والتمييز بين الحقيقة والشائعة. والعجيب أن أساليب الحرب النفسية التي تمارسها الدول لتربية أجيالها منذ نشأتها حتى الآن مستمرة؟ أما الجانب النفسي فقد تمثل في تهجير سكان القرى واستخدام أساليب مختلفة لإرهاب الناس وتهجيرهم خارجها، حيث يدخلون إلى مكان ما ويرتكبون فيه فظائع، كالقتل الوحشي والاغتصاب، ثم يتركون بعض الناجين ليوصلوا الرسالة لبقية الناس: نحن هنا. وهذه الطريقة في التربية لها آثار سلبية على كافة المستويات لشعوب المنطقة. نعم تحررت سوريا من نظام الأسد، ولكن من المهم أن نقول هل تحرر الشعب من عقلية الحزب الواحد، أم عقلية الطائفة الواحدة؟ تربية الأجيال تقوم على قبول البعض، ولكل إنسان الحق في تقرير مصيره كما يشاء، وفي هذا يعيش الجميع في أمان وطمأنينة. هذه الرسالة موجهة إلى كل من يختار السلاح على القلم والورقة في الشرق الأوسط. جيل بعد جيل، سئم شعوب المنطقة من الحروب و القتل والفساد . الآن هو الوقت المناسب للجلوس معًا من أجل حياة أفضل للجميع .