الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فلسطين قضية مستمرة

بواسطة azzaman

فلسطين قضية مستمرة

جاسم مراد

 

راهن الكثير ، والبعض لازال يراهن بأن المقاومة مسألة ضياع للوقت ، دون أن يعطي البديل لشعب لم يهدأ يوماً واحداً في النضال من اجل حقة في وطنه المسلوب منذ ( 77) عاماً ، هذه حقيقة كرستها الاف الأجساد الشابة المضحية من اجل وطنها ، ولعل التطورات التي حدثت في غزة والضفة الغربية وعلى الحدود اللبنانية مع إسرائيل وبين إسرائيل واليمن السعيد ، وإسرائيل والعراق ، هي واحدة من أهم افرازات المقاومة التي تجسدت بطوفان الأقصى ، وهي أهم انذاراً للعالم اجمع ، بأن القضية الفلسطينية هي قضية دائمة الاستمرارية ، إذا لم تنجز الحقوق لشعب هو الأحق بهذا الوطن، فأن تداعياتها ستشمل المنطقة كلها بل العالم .

البعض يستصغر دور المقاومة في الصراع ، والبعض الاخر يعتبر ما حدث في لبنان من استشهاد قادة المقاومة ، واخرون يروجون وينظرون بأنه لا حل  إلا هو بما يرضي أمريكا وإسرائيل ، ولكن الوقائع تؤكد على غير ذلك ، فأن عملية واحدة هي طوفان الأقصى قد هزت وايقظت العالم برمته وجعلت إسرائيل تستنجد بكل من له صلة بها ، بالمقابل فتحت عيون وعقول الشعوب الغربية ، بأن هناك في فلسطين شعباً مضطهداً يمارس ضده كافة اشكال الإرهاب ، وهو صاحب الوطن والأرض دون أن يقف بجانبه ومعه أحداً من النظم الغربية ، لذا لابد من الانتصار له ، وحدثت النهضة الشعبية الغربية ، تطالب بوقف المجازر الإسرائيلية في غزة ، واوقفوا الحرب البربرية ، وقيدوا تسليح الفاشية ، حدث هذا بفعل المقاومة التي يقلل من شأنها البعض ، وليس بفعل الجيوش أو المفاوضات أو محاولات تجميل وجه القاتل والتعامل معه على أساس إمكانية التعايش معه بدون ان يغسل يديه من دماء الأطفال الغزاويون .

قتال دامي

إذن المقاومة هي التي أجبرت العدو على وقف الحرب في غزة بعد ( 371) يوماً من القتال الدامي الذي فاق كل تصور في هذا العالم ، بحيث استنهضت دولة جنوب افريقيا الحرة لتقول للعالم وقضاة المحاكم الدولية ، انظروا للمجازر الإسرائيلية ضد أطفال غزة ونساؤها واتخذوا القرار القضائي العادل ، وحدث القرار ضد مجرمي الحرب ، وهو الأول في تاريخ هذا الكيان . صحيح أن دولاً مهمة أمريكا ومصر وقطر

 ساهمت بوقف المجازر والوصول الى وقف لإطلاق النار ، لكن المهم هو الشعب الذي صمد وضحى ورفض التهجير مع المقاومة الباسلة هما أساس اجبار العدو الصهيوني على سقوط رهاناته والقبول بمشروع وقف القتال والانسحاب التدريجي من غزة  .

فالذين يشككون بالمقاومة ، عليهم العودة لجنوب لبنان عام 2000فمن الذي حرر الأرض غير المقاومة ومن الذي جعل المعادلة التالية بدون دولة فلسطينية حرة لا يمكن لدولة إسرائيل ان تهدأ وتعيش بسلام   ومن الذي استنهض العالم كله غير المقاومة ، ومن الذي افشل خطط نتن ياهو في غزة غير المقاومة ، ومن الذي جعل العديد من قادة إسرائيل الى الاستقالة غير فعل المقاومة ، ومن الذي يواجه الهجمات الإسرائيلية في جنين والضفة الغربية غير المقاومة ، لو لم تكن المقاومة ياسادة لتم الاجهاز نهائيا على قضية فلسطين وحقوق شعبها . الان وعلى وفق التقارير الإسرائيلية ذاتها بأن توجه الجيش الإسرائيلي الى الضفة الغربية هو تعبير عن الفشل في غزة وتوكيداً بان الازمات السياسية في القيادة الإسرائيلية تحاول هذه القيادة تصديرها الى الضفة الغربية ، ولكن نعتقد على وفق مجريات القتال بأن الهدف الإسرائيلي في الاستيلاء على الضفة سيهُزم بفعل المقاومة وسينهض شعب الضفة مع المقاومة  ويخسر نتن ياهو وغلاة الصهاينة ، ويسقط حتما مشروع الاستيلاء على الضفة الذي اطلقة عتاة الصهاينة باسم مدينة الياهو والسامرة ، واذا لم يقف العالم ضد هذا الظلم لايستبعد أحدا السابع من أكتوبر جديداً  .


مشاهدات 246
الكاتب جاسم مراد
أضيف 2025/01/25 - 12:02 AM
آخر تحديث 2025/03/30 - 2:17 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 375 الشهر 18694 الكلي 10579643
الوقت الآن
الأحد 2025/3/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير