الشارقة.. حديقة الشعر
سماح حمدي
بدعوة كريمة من بيت الشعر بالشارقة ودائرة الثقافة فيها، نالني شرف مواكبة الدورة الحادية والعشرين لمهرجان الشارقة للشعر العربي، دورة جاءت لتعزّز ما قبلها وتثبت من جديد أنّ الأدب يسري في شرايين الشارقة ، ولتؤكّد أنّ هذا المهرجان يأتي كما تأتي الأعياد بفرحتها وشوق انتظارها .
دورة جمعت كسابقاتها عددا من شعراء العربية وفرسان المجازات الذين أطربوا جمهورا غصّت به القاعات بقصائد عِذاب ، وعددا من النقّاد الذين أثّثوا الجلسة النقدية التي انعقدت في ثالث أيام المهرجان.
رأينا الشارقة حديقة للشعر تتجوّل بين ثناياها فتظفر بزهور نظم مختلف ألوانها ، متنوع أريجها ..
رأينا الشارقة مرفأ الشعراء الذين وفدوا إليها محمّلين بكلماتهم و صورهم وبلاغاتهم ومجازاتهم وانبروا ينشدونها في أجواء تفيض بالدهشة والشغف والودّ .
رأينا الشارقة شمسا ترسل للعرب سحر البيان و تنبئ العالم بأنّ الشعر باق ما بقي الإنسان وتخبر العالمين بأنّ ازدهارها يعود فيه الفضل لحاكمها الدكتور سلطان .. هذا الرجل الذي يخطّ بأحرف من ذهب سطورا سيحفظها التاريخ ويسير بها الركبان ..
أسدل الستار على أسبوع الشعر بالشارقة وغادرنا الشارقة لكنّ الشارقة لم تبرح قلوبنا وذاكرتنا ، غادرناها محمّلين بأطيب الذكريات ، منتظرين هلال المهرجان القادم.
شكرا شارقة الثقافة ، شكرا مهرجان الشعر ، شكرا لكلّ من ساهم في تأثيث أمسيات حالمات عشنا فيها على إيقاع الكلمة وبهجتها وسحرها.