الشعرة البيضاء في الغابة السوداء
عامر محسن الغريري
أثار قرار عممته وزارة التربية عبر كتاب رسمي الى مديرياتها لمخاطبة المدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية بوجوب مراجعة الهيئات التدريسية من القدماء والجدد للمستشفيات لحسم سلامة موقفهم من التعاطي مع آفة المخدرات التي استفحل وجودها بعد عام 2003 لغياب النظام وحلول الفوضى والاخفاق بضبط الحدود أثار استياء اعداد كبيرة من المعلمين والمدرسين ووصفوه بالقرار المجحف والمعيب بحق مربي الاجيال وصناع العقول والمسؤولين عن تنشئة الاغصان الطرية وهدفه مادي اذ يكلف فحص الشخص 15الف ديناراوهم يتساءلون ونحن معهم هل الحبوب المخدرة من الهيرويين والكوكايين والافيون والحشيش وغيرها بهذا الثمن الزهيد؟ كي يحصل عليها كل من هب ودب وتكون تحت يد الجميع.. متعاطي هذه المادة التي يحرمها الشرع ويدينها الناس ويحاسب عليها القانون بانزال اقصى العقوبات للمتعاملين بها هل لديه القدره على القيام بواجباته الوظيفية؟ وما تتطلبه العملية التعليمية من نشاط ذهني وعيون صافية لا يخالطها الاحمرار وجسد متحفز للقيام بالدرس لا منطو ولا خامل وجهاز عصبي سليم لا ارتجاف به ولا رعشة ولا قلق ولا تقلبات مزاجية واذا كان لا طريق سوى الخضوع للفحص الطبي فعلى متخذ القرار مراعاة الجوانب التالية كي يطمئن لضمان نجاح حملته ومنها ان يكون ثمن الفحص رمزي حتى لا يتسلل الشك وتدان النوايا الحسنة لمن يذهب للمستشفيات وان تقوم كوادر من وزارة الصحة بزيارة للمدارس لبيان موقف المعلم او المدرس الذي يتعذر عليه طرق ابواب المستشفيات كما شاع هذا الإجراء الصحي زمن كوفيد 19 وتحصر عمليات الفحص بفئات الشباب التعليمية حفاظا على الوقت والجهد وتبعد الكهول الذين تتجاوز اعمارهم الخمسون عاما وبعد كل الحديث تبقى القناعة راسخة لدى الجميع بان البحث عن متعاطي المخدرات بين العاملين في ميدان التعليم كالبحث عن جوهرة وسط تل من الفحم