اختيار
هدى جاسم
تصادفنا يوميا العشرات من الحكايات التي توثق احيانا ضوء" ننيربه اياما واحيانا اخرى نتعثر بالكثير من المطبات، وفي كلاالحالتين ابطال تلك الحكايات اناس يعيشون بيننا ، بينهم من يجعلنا نتفائل بالقادم وبينهم من ياخذنا مرغمين الى حالة من اليأس بما يمكن ان يكون .
قبل ايام قرأت للزميل والصديق برهان المفتي على صفحته الشخصية ما يمتلك من قدرة وعلم يمكنه ان يستلم ملف البيئة في العراق ويرشح نفسه ليكون وزيرا لها باعتبار ان هذا الملف يعد من اخطر واهم الملفات في العالم باسره وليس في العراق فحسب ، ومنذ ان قرات للزميل هذا الاقتراح واناابحث عن وزراء يقترحهم الشعب وليس البرلمان او الحكومة ، شخصيات علمية ومهنية لها باع طويل في هذا الملف او ذاك .
ومن خلال عملنا الصحفي منذ اكثر من 40 عاما ارى ان لدينا العديد من تلك الشخصيات التي حفرت بمهنيتها صورا مشرقة وبعض منها جابهت العديد من الفاسدين وتجاوزت المحن والمهمات لترتقي بعملها دون ان تلتفت الى الوراء ، فمثلا الدكتور فيصل الشمري المتخصص في ملف الطاقة الكهربائية وهو اول من ادخل برنامج الخصخصة ونجح فيه رغم كل المطبات التي مرت على عمله ، والكثير ممن وقف بوجهه كي لاينجح ،اصر على النجاح وكانت له وقفة مهمة في هذا الملف ومشاريع اخرى لتطوير البنية التحتية للبلاد .
لم يتوقف عمل الشمري عند هذا المجال بل فتح ابوابه لمساعدة من يحتاج الى المساعدة من اي نوع وتحت اي ظرف ، حاول ويحاول ان يجمع مزايا انسانيته مع مهنيته لتكون بوابة نحو مستقبل بلاد تحتاج لامثاله من الرجال .
عدة لقاءات جمعتني بالشمري لاجده يد تحمل هموم الناس ويد تحمل ادوات يرتقي بها نحو عمل افضل ، اما كادرالعمل في الشركة التي يمتلكها فهم ابناء بررة ينفذون مايريد بالحرف الواحد في نفس الوقت الذي يستمع فيه الى افكارهم لتطوير عمله والجميع يضع العراق اولا في يومياته .
الشمري حكاية ناجحة تحتاج الى دعم شعبي يضعه ويضع اخرين في المكان المناسب من اجل بلادنا التي تحتاج لامثاله في ملف الكهرباء والمشاريع التي ستمنح العراق الطاقة اللازمة للتصدير والاكتفاء .
دعونا نؤسس لثقافة الاختيار وندع الطاقات المهمة في البلاد لان ترتقي بها من خلال ماتمتلك من موهبة وحرص وخوف على مصالحها ، ثقافة الاختيار قد تؤسس لحكومة تفهم مايريد الشعب وتؤسس لتاريخ نحتاجه وتحتاجه الاجيال القادمة، دعونا نؤسس لثقافة الخيار والاختيار .